يبدو أن مجرتنا جزء من بنية ضخمة لدرجة أنها تتحدى نماذجنا الحالية لعلم الكونيات

ADVERTISEMENT

افترض علماء الكونيات منذ زمن أن الكون يبدو متشابهًا في كل اتجاه على المقياس الكبير، لكن قياسات فلكية جديدة تُظهر وجود أجسام هائلة تخالف هذا الافتراض. تُشير الأرقام إلى أن مجرتنا، درب التبانة، تنتمي إلى كتلة كونية تبلغ أبعادها مليارات السنين الضوئية، وتحتوي على مئات آلاف المجرات تتحرك بنفس الاتجاه. تُسمى الكتلة "الشبكة الكونية"، وتتكوّن من خيوط وجدران وفجوات شاسعة تربط بين العناقيد المجرية وفق نمط منتظم غير عشوائي.

أبرز هذه الأجسام عنقود لانياكيا الذي حُدد سنة 2014، ويضم درب التبانة ويبلغ طوله نحو 500 مليون سنة ضوئية. أما اكتشاف "القوس العملاق" سنة 2021 بطول 3.3 مليار سنة ضوئية فقد أحدث صدمة، لأنه يتعارض مع مبدأ التناظر الكوني. رُصدت أيضًا جدران ضخمة مثل جدار سلون العظيم وحائط هرقل-كورونا بورياليس، ما أثار تساؤلات حول مدى صحة النماذج الكونية الراهنة.

ADVERTISEMENT

تُهدد النتائج أسس علم الكونيات. إذا لم تكن المادة موزعة بالتساوي، فسيختلف تفسير إشعاع الخلفية الكونية، وتطور المجرات، وطبيعة الكون المتمدد. يعتقد بعض الباحثين أن التمدد المتسارع المنسوب إلى الطاقة المظلمة قد يكون مجرد وهم ناتج عن توزيع كتلي غير متجانس. تتجه الأنظار إلى مرحلة التضخم، إذ ربما لم تكن منتظمة كما يُظن. يطرح آخرون أن نشأة البنى الكونية خضعت لتأثيرات قوى لم تُفهم بعد.

مع تطور التكنولوجيا، أصبحت التلسكوبات والمسوحات مثل SDSS وجيمس ويب تُقدم بيانات غير مسبوقة عن توزيع المجرات والمادة المظلمة. تُسهم أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، ما يتيح للعلماء التعرف على بنى كونية معقدة. تتوسع النماذج النظرية لتشمل تفسيرات بديلة مثل الجاذبية المعدلة والأكوان المتعددة. يبقى الكون لغزًا متغيرًا، واكتشاف الهياكل الضخمة قد يؤدي إلى إعادة صياغة فهمنا للفيزياء الكونية بالكامل.

toTop