نهر الأردن: التاريخ والجغرافيا والأهمية

ADVERTISEMENT

يُعد نهر الأردن من أبرز الأنهار تاريخياً ودينياً وجيوسياسياً في العالم. يمر عبر أربع دول: لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، وهو مصدر حياة ورمز ديني وثقافي وصراعي منذ آلاف السنين، ويُمثّل حوضه تحدياً كبيراً للتنمية المستدامة.

تنبع تسمية "الأردن" من الجذر السامي الذي يعني النزول، ويبدأ مجراه من جبل حرمون لينحدر إلى البحر الميت، أخفض نقطة على سطح الأرض. ينبع من ثلاثة روافد: حاصباني (لبنان)، بانياس (سوريا)، ودان (فلسطين)، ويتشكّل الأردن العلوي في شمال بحيرة حولة، ثم يتدفق نحو بحيرة طبريا وصولاً إلى البحر الميت.

ADVERTISEMENT

امتداده 251 كم، وحوضه يغطي 18300 كم². تاريخيًا، كان تدفقه حوالي 1.3 مليار م³ سنوياً، لكن مشاريع التحويل خفضته بأكثر من 90 % ليصبح حالياً من 100 إلى 200 مليون م³ سنوياً. المياه المتبقية تعتمد بشكل كبير على الينابيع المالحة ومياه الصرف الزراعي والصحي.

النهر يشكل حدوداً طبيعية بين عدة دول: لبنان وسوريا وفلسطين والأردن، مما يجعله مركزًا للتوترات الإقليمية بشأن تقاسم المياه. يشتهر بأهميته الدينية؛ ففي اليهودية هو موقع عبور بني إسرائيل، وفي المسيحية مكان معمودية يسوع، وفي الإسلام ذو ارتباط تاريخي وروحي. يجذب مواقع مثل المغطس وYardenit آلاف الحجاج سنوياً.

ADVERTISEMENT

بيئيًا، يُعد وادي الأردن موطناً لأكثر من 200 نوع طيور ونباتات مثل الأثل والقصب، لكن النظام البيئي يعاني من التلوث وتراجع التنوع البيولوجي نتيجة الاستخدام المفرط للمياه والتغير المناخي.

يشتهر حوض نهر الأردن بمواقع أثرية مثل أريحا وبيثاني، ويُستخدم اقتصادياً في الري وزراعة الموز والحمضيات، ما يجعل القيمة الاقتصادية للنهر عالية لكن غير مستدامة. وقد أدى التنافس على مياهه إلى نزاعات، أبرزها "حروب المياه" في الخمسينيات، وحرب 1967، ورغم توقيع معاهدات سلام، لا تزال حقوق المياه الفلسطينية غير محسومة.

ADVERTISEMENT

تُعتبر السياحة الدينية والبيئية والمغامراتية من مصادر الدخل المهمة، رغم أنها مهددة بتدهور جودة المياه. تُبذل جهود إقليمية لإعادة تأهيل النهر مثل مبادرات EcoPeace ومشاريع التحلية، التي قد تُمثل بديلاً مستقبلياً لتحقيق استدامة الموارد المائية. الحفاظ على نهر الأردن يُعد ضرورة بيئية وسبيلاً لتحقيق السلام الإقليمي.

toTop