تطور الطائرات بدون طيار: من الألعاب إلى تكنولوجيا تغيير قواعد اللعبة

ADVERTISEMENT

شهدت الطائرات بدون طيار تطورًا سريعًا، إذ انتقلت من ألعاب يقودها الأطفال في الحدائق إلى آلات تعمل في ساحات القتال وشحن الأدوية والمساعدات. في أول ظهورها، كانت قطعة بلاستيكية صغيرة يمسك بها المراهق يديرها بجهاز تحكم عن بُعد، ثم زُودت بخريطة GPS وكاميرا، فجاء المصورون وصنّاع الفيديو يشترونها لالتقاط لقطات جوية.

في الجيش، استخدمت القوات الطائرة بدون طيار منذ الحرب العالمية الثانية لالتقاط صور فوق خطوط العدو، ثم زودتها بصواريخ دقيقة، فأصبحت تراقب وتضرب في نفس اللحظة. تطير الليل وتنهار النهار دون أن يموت جندي واحد داخل قمرتها، وتعطي القادة صورة حية للميدان، فغيّرت شكل القتال.

ADVERTISEMENT

في التجارة، تحمل الطائرة الصغيرة الطرد من المستودع وتنقله إلى باب المنزل خلال دقائق، وتستهلك كهرباء بدلًا من وقود الطائرات، فانخفض السعر وقلّ الدخان. تصل إلى القرية النائية التي لا يعرفها الطريق، وتعود فارغة البطن دون ضجيج.

في أعمال البحث، تحلّق فوق الجبل الوعر أو الغابة الكثيفة، وتلتقط صورة حرارية للنمر النائم وتسجل درجة حرارة التربة. يستخدمها علماء الآثار لرسم خريطة للمدينة المدفونة، ويستعين بها الجيولوجيون لقياس التصدعات، دون أن ينزلوا هم أنفسهم إلى الوادي العميق.

عندما يضرب الزلزال، ترفع الطائرة من مطار المدينة وتلتقط صورة شاملة للأحياء المدمّرة، ثم تهبط فوق سطح المستشفى لتسليم كيس دم أو علبة دواء. تبحث عن الناجي تحت الأنقاض بكاميرا حرارية، وتنقل له جهاز إنارة صغير بواسطة خطاف بسيط.

ADVERTISEMENT

بقيت مشكلات: الشجرة تظهر فجأة في طريقها، والقانون لا يعرف بعد من يسمح له بالطيران وأين. يستخدمها أحيانًا مهربون ليلًا، لكن الشركات تطور برامج ذكاء اصطناعي تعلّمها الطريق وتجنب الأخطاء، فتبدو الأيام القادمة تحمل المزيد من الأعمال لهذه الطائرة الصغيرة.

toTop