قصر علياء في مكة المكرمة: شاهد تاريخي على مدينة مفقودة منذ 1300 عام

ADVERTISEMENT

يقع قصر علياء وسط صحراء مكة المكرمة قرب طريق الحجاج التاريخي، وهو أثر إسلامي قديم يرتبط بمدينة الجُحفة، التي كانت قبل قرون موقعًا مهمًا لاستقبال الحجاج القادمين من شمال إفريقيا ومصر والشام. شُيِّد القصر في العصر العباسي من حجر البازلت المحلي، على شكل مربع يحيط به فناء داخلي، وهو تصميم يدل على استخدامه مقرًا إداريًا أو عسكريًا.

كانت الجُحفة، أو "مهيعة" كما سُمّيت قديمًا، مدينة حيوية تقع على تقاطع طرق التجارة والحج في الحجاز. استخدمها الحجاج كمكان لإحرامهم، ومرّت بها القوافل والتجار والعلماء. الاسم ورد في سجلات قديمة تؤكد أن المدينة لعبت دورًا أساسيًا في حركة الحج والاقتصاد خلال الدولة العباسية.

ADVERTISEMENT

يُظهر قصر علياء مستوى عالٍ من المهارة المعمارية في الحجاز. قطع الفخار المزجج التي عُثر عليها هناك تدل على اتصال المكان بأسواق تجارية بعيدة. جفاف المكان ووقوع كوارث طبيعية ونقص المياه أدى إلى تخلي الناس عن المدينة، لكن أطلال القصر لا تزال تحكي قصتها.

استخدمت بعثات التنقيب السعودية تقنيات حديثة مثل التصوير بالأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، فرسمت خريطة دقيقة للآثار في المنطقة. حددت مواقع أنظمة المياه القديمة وشوارع المدينة ومنازلها، فأعادت الاهتمام بقصر علياء كجزء مهم من التراث الإسلامي والحضاري.

ADVERTISEMENT

رغم مرور الزمن، يبقى القصر رمزًا للهوية والذاكرة الدينية والثقافية، شاهدًا صامتًا على التغيرات التي مرّ بها الطريق المقدس إلى مكة، يحمل في حجارته قصص من مروا به منذ قرون.

toTop