حضارة بلاد ما بين النهرين

ADVERTISEMENT

تُعد حضارة بلاد ما بين النهرين من أوائل الحضارات الإنسانية، وظهرت حوالي 4000 قبل الميلاد بين نهري دجلة والفرات، في أراضي العراق الحالي. استفاد السكان الأوائل من التربة الخصبة والموارد المائية لتطوير الزراعة وتربية المواشي، فشكّل ذلك أساسًا لبناء المجتمعات المستقرة. بعد فترة، ظهرت دول المدن مثل أور وأوروك وبابل، وأصبحت مراكز سياسية ودينية واقتصادية.

كانت كل مدينة تتمتع باستقلال سياسي، وكان لها ملك خاص يُنظر إليه كوسيط بين البشر والآلهة. تطورت بنية اجتماعية معقدة قائمة على النظام العشائري، وظهرت طبقات مهنية مثل الكهنة والبيروقراطيين، إضافة إلى وجود العبيد الذين أدوا دورًا اقتصاديًا مهمًا.

ADVERTISEMENT

مع ازدهار بلاد ما بين النهرين، أصبحت مركزًا تجاريًا رئيسيًا، إذ أُقيمت شبكات تجارة مع مصر والهند وإيران، لتبادل السلع والمنتجات الزراعية والحرف اليدوية. وكان النقل النهري والبري السبيل الرئيس لنمو التجارة.

لعب الدين دورًا محوريًا في حضارة بلاد ما بين النهرين، إذ اعتُبرت المعابد مقرًا للآلهة ومركزًا سياسيًا أيضًا. أُقيمت الطقوس الدينية في المعابد، وأكسبت السلطة الدينية شرعية للسلطة السياسية، وربطت المعتقدات بالتسلسل الاجتماعي.

تميّزت حضارة بلاد ما بين النهرين بإنجازات ثقافية متقدمة، من أبرزها اختراع الكتابة المسمارية، والتي ساعدت في تسجيل الأحداث والأنظمة. تطورت العمارة بشكل لافت، مثل بناء حدائق بابل المعلقة. وفي العلوم، قدّم سكان المنطقة مساهمات مهمة في الرياضيات وعلم الفلك والطب. ورغم انهيار الحضارة بعد غزو الإسكندر الأكبر في عام 330 ق.م، فإن تأثيرها لا يزال واضحًا في الحضارات اللاحقة.

toTop