سد مأرب.. عجائب الهندسة في العالم القديم باليمن.. هل تمزقه الجرذان؟

ADVERTISEMENT

يُعد سد مأرب في اليمن من أبرز إنجازات الهندسة القديمة. بُني في القرن الثامن قبل الميلاد على يد حضارة سبأ. شكّل السد نظام ري متقدم، إذ جمع مياه الأمطار القادمة من الجبال المجاورة وسقى نحو 25 ألف فدان. امتد 720 مترًا وارتفع 15 مترًا، ونُصِدِت أجزاؤه بجدران حجرية ضخمة. خضع لعدة إصلاحات عبر القرون، وبقي يعمل حتى بعد انتقال الحكم إلى الحميريين، ما يدل على قيمته في تاريخ اليمن وتراثه الزراعي.

رغم صموده الطويل، انهار السد في نهاية المطاف، ولا يزال سبب الانهيار محل نقاش. تروي بعض الروايات أن زلزالًا أو أمطارًا غزيرة دمرته، بينما يرى باحثون أن الإهمال وانقطاع الصيانة أدّيا إلى تدهوره. لكن أسطورة شعبية تقول إن الجرذان حفرت في أساساته، فأضعفت بنيته تدريجيًا حتى سقط.

ADVERTISEMENT

فرضية الجرذان تبدو خيالية، لكن الأضرار التي تُحدثها القوارض ليست مستبعدة. الجرذان قادرة على نخر التراب والحجر، خصوصًا إذا ظهرت تصدعات. لم يُعثر على دليل أثري مباشر يثبت مسؤوليتها عن الدمار، رغم استمرار القصة في التراث الشعبي اليمني، ما يمنح السد طابعًا غامضًا.

آثار السد ما زالت قائمة، وتشهد على براعة سبأ في إدارة المياه. أدرجته اليونسكو على قائمة التراث العالمي سنة 2023. في الثمانينيات أُقيم سد حديث بجانبه لاستعادة الزراعة، لكنه لم يبلغ مستوى القديم. ألحقت النزاعات المسلحة ضررًا بالمعلم، خصوصًا عام 2015، وأثارت قلقًا على بقائه. تتواصل الجهود لحماية هذا الإرث من التآكل والتدمير، حفاظًا على رمز من رموز الإبداع في اليمن القديم.

toTop