تاريخ مدينة الرباط عاصمة المغرب

ADVERTISEMENT

تُعَدّ الرباط، عاصمة المغرب الإدارية والسياسية، من أقدم المدن التاريخية. استقبلت حضارات متعددة منذ القدم: الفينيقيون، الرومان، البربر. استفادت من موقعها قرب البحر ومن وجود المياه.

بدأت علاقتها بالحضارات البحرية عبر نهر أبي رقراق، الذي حمل أسماء مختلفة قبل أن يستقر اسمه الحالي، المأخوذ من أول قبيلة نزلت على ضفافه. حوالي عام 700 ق.م، أنشأ الفينيقيون مركزاً تجارياً في موقع "شالة"، فدخلت الرباط حينها في التجارة البحرية القديمة.

في القرن الثالث ق.م، بناى الموريون مدينة "موريا" كمركز اقتصادي للتجارة الإقليمية. عام 40م، ضمها الإمبراطور الروماني كاليجولا إلى المقاطعات الرومانية. بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس الميلادي، أصبحت المنطقة تحت النفوذ البربري وتدمرت على يد الرومان، فخسرت مكانتها.

ADVERTISEMENT

بدأت مرحلة جديدة مع الفتح الإسلامي بقيادة عقبة بن نافع عام 670م. في عهد الموحدين، شيّد يعقوب المنصور قاعدة عسكرية سماها "رباط الفتح"، وتحولت إلى نقطة انطلاق للجهاد نحو الأندلس. بقيت كذلك خمسة قرون.

في القرن الخامس عشر، تدفق الموريسكيون المطرودون من الأندلس والمضطهدون من الإسبان والبرتغاليين، فتغيرت تركيبة المدينة. أصبحت الرباط نقطة انطلاق لقراصنة سلا الذين قاوموا بشراسة على البحر. تركت الهجرة الأندلسية بصمات ثقافية واجتماعية واضحة في المدينة.

في عهد الدولة العلوية، جرت محاولات لإعادة البناء والتوسع. استمر الوضع حتى بداية القرن العشرين، حين وُقّعت معاهدة الحماية الفرنسية في 30 مارس 1912، فدخل المغرب تحت النفوذ الفرنسي. كانت هذه اللحظة محورية في البنية الثقافية والاجتماعية للرباط، رغم بقاء الطابع الأندلسي والموريسكي بارزاً في معالمها حتى اليوم.

toTop