هل أدى تناول اللحوم إلى زيادة حجم أدمغة البشر؟ دراسة جديدة تكشف متى بدأ أسلافنا بتناولها

ADVERTISEMENT

ظلت مسألة تطور حجم الدماغ البشري محل اهتمام الأوساط العلمية منذ عقود، وتشير إحدى الفرضيات إلى أن الانتقال إلى أكل اللحوم كان عاملاً أساسياً في هذا النمو. يستعرض المقال تطور الإنسان البدائي (Hominin) وصولاً إلى الإنسان العاقل (Homo Sapiens)، ومدى تأثير تحولات نمط الحياة والتغذية في القدرات المعرفية.

ظهر أشباه البشر قبل نحو 6 ملايين عام، وتطوّر جنس الإنسان قبل 2.5 مليون سنة بظهور Homo Habilis وHomo Erectus، حتى الإنسان الحديث قبل 300 ألف سنة. واجهوا بيئات متغيّرة وظروفاً مناخية صعبة، فأثرت في اختياراتهم الغذائية. اعتمد الإنسان المبكر على نظام غذائي متنوع من النباتات والحشرات واللحوم، وتظهر دراسات النظائر أن أنظمتهم الغذائية اختلفت باختلاف البيئة.

ADVERTISEMENT

شكّلت الأدوات الحجرية البدائية مثل Oldowan نقلة نوعية في التعامل مع اللحوم واستخراج النخاع. ومع ظهور أدوات Acheulean، أصبح الصيد أكثر كفاءة، فدعم نمو الدماغ وتعاون البشر فيما بينهم. تشير أدلة الأحافير مثل علامات القطع على عظام الحيوانات إلى أن البشر أكل اللحوم بانتظام منذ نحو مليوني عام، ويدعم ذلك اكتشاف موقع GONA في إثيوبيا.

يلعب تناول اللحوم دوراً محورياً في تزويد الجسم بالطاقة، إذ توفر كمية صغيرة منها سعرات ومغذيات تتفوق على البدائل النباتية. العناصر - بما فيها الحديد، B12، والدهون DHA - ضرورية لنمو الدماغ، خاصة عند الأطفال والحوامل. وتدعم فرضيات مثل "فرضية الطهي" هذا التطور بكون الطبخ يزيد من التوافر الحيوي للعناصر الغذائية.

ADVERTISEMENT

رغم مساهمة اللحوم في تطور الدماغ، توصي منظمة الصحة العالمية بالاعتدال: ما لا يزيد عن 500 غرام أسبوعياً من اللحوم الحمراء، ويفضل الاعتماد على الأسماك والدواجن. تدعو الأبحاث المعاصرة إلى نظام غذائي متوازن يدعم صحة الدماغ، مثل حمية MIND التي تقلل خطر الزهايمر بنسبة 53٪.

toTop