قوس النصر كان ملفوفًا بالقماش

ADVERTISEMENT

كان الفنان كريستو، مع زوجته جين كلود، يشتهر بمشاريع فنية ضخمة تُعرض لفترة قصيرة ثم تُزال، مثل تغليف مبنى الرايخستاغ في برلين، ومواقع شهيرة أخرى حول العالم. اعتبر كريستو هذه الأعمال بنية حقيقية معقدة، تحتاج إلى معرفة بالهندسة والقانون والتخطيط، لكنه كان يشعر بالسعادة الحقيقية أثناء العمل في الموقع، وسط الرياح والمواد والملمس الحقيقي للبيئة.

تنقسم مشاريع كريستو وجين كلود إلى مرحلتين رئيسيتين: "البرمجيات"، وتشمل التصور والتفاوض على التصاريح، وهي جزء من العمل الفني نفسه؛ و"المعدات"، وهي مرحلة التنفيذ التي تنتهي بعرض مؤقت يستمر 16 يومًا فقط. رغم التكلفة العالية، التي بلغت 13 مليون دولار لمشروع تغليف قوس النصر، تم تمويل المشروع من بيع الرسومات الخاصة به.

ADVERTISEMENT

نُفذ مشروع "قوس النصر المُغلّف" بعد وفاة كريستو، وفقًا للخطط التي وضعها بنفسه، وقاد التنفيذ ابن أخيه فلاديمير يافتشيف. في عام 2018، أعلن كريستو رغبته في تغليف قوس النصر، وبعد اجتماع واحد فقط مع المسؤولين الفرنسيين، حصل على التصاريح، في وقت شهدت فيه فرنسا احتجاجات "السترات الصفراء"، وسعى الرئيس ماكرون إلى تقديم صورة إيجابية.

وافق كريستو على مشروعين قبل وفاته: قوس النصر المُغلّف ومشروع "المصطبة" في أبوظبي، الذي لا يزال في مرحلة الحصول على التصاريح. يُتوقع أن يكون المشروع الأخير أكبر منحوتة في العالم، بارتفاع 492 قدمًا، ويُبنى من 410,000 برميل.

ADVERTISEMENT

أثناء عرض "قوس النصر المُغلّف"، أغلقت باريس ساحة النجمة أمام المرور لثلاثة أسابيع، مما سمح لملايين الأشخاص بمشاهدته. غُطي القوس بـ323,000 قدم مربع من قماش فضي أزرق، وثُبت بـ22960 قدم من الحبال، فبدت المنحوتة وكأنها تتحرك مع الضوء في منظر فني مذهل.

بقي كريستو مؤمنًا بالأمل والإبداع حتى وفاته، رغم أنه كان لاجئًا في الماضي، وقال ذات مرة: "أنا متفائل بطبيعتي... العالم مليء بالبؤس، لكنني نجوت، وأرى أن الأمور قابلة للحل، ويمكن أن تكون مثيرة."

toTop