أسرار كينيا: بين السفاري والشواطئ

ADVERTISEMENT

كينيا وجهة تختلط فيها البرية بالبحر. تقدم البلاد يومًا في السافانا وغروبًا على رمال بيضاء، وسط مجتمعات لا تزال تحتفظ بعاداتها القديمة.

في أعماق البلاد، يبدأ السفاري عند الفجر. يظهر الأسد، الفيل، الزرافة، فرس النهر، والكافر في نفس المشهد أمام السيارة. تمتد الغابات، المستنقعات، السهول، وتعيش فيها مئات الطيور والثدييات. لا حاجة إلى عدسات قوية؛ المسافة بين الزائر والحيوان تصل أحيانًا إلى بضعة أمتار.

تحتفظ الدولة بثلث مساحة البلاد كمتنزهات. يساهم السكان المحليون في الحراسة ويحصلون على عائد الزيارة. برامج المدارس تشرح للأطفال أن الحيوانات القادمة غداً إلى المدرسة هي نفسها التي ستجلب السياح، وبالتالي دخلًا لأهل القرية.

ADVERTISEMENT

على المحيط، تبدأ الشواطئ عند الحدود مع الصومال وتنتهي عند تانزانيا. الرمال بيضاء والمياه زرقاء. يغطس الزائر ليرى الشعاب، يركب الأمواج عند أول ضوء، أو يبحر في قارب شراعي. تخرج زورق صغير قبل الغروب؛ الدلافين تسبح بجانبه دقائق معدودة ثم تختفي.

في المدن الساحلية، يباع السمك الطازج عند الفجر، تُشوى أسياخه على الفحم، وتُعجن chapati في الشارع نفسه. تفتح الأسواق بعد العصر؛ تباع فيها توابل من زنجبار، قماش خفيف يُطرز بالخيط الحريري، وزجاجات مليئة بماء الورد.

ينتهي اليوم في كينيا حيث يبدأ: بين البر والبحر. يستيقظ الزائر في خيمة في السافانا وينام في كوخ على الرمال. ينفق ثمن الليلة والجولة على أيدي مرشد محلي، سائق، طباخ، بائع فاكهة. تعود العملة إلى القرية، تُدفع بها أجور المعلمين وتُشترى بها ألواح الطاقة الشمسية.

ADVERTISEMENT

تبقى كينيا على هذا النسق: جزء من الارض مخصص للحيوانات، جزء للناس، وجزء يُترك للزائر. من يزورها يرحل وقد احتفظ بصورة في ذاكرته لأسد يشرب من النهر، وصورة أخرى لصياد يصل الشاطئ قبل المغرب.

toTop