البطاطس هي الخضار المثالية ولكنك تأكلها بطريقة خاطئة

ADVERTISEMENT

بلغ استهلاك البطاطس في الولايات المتحدة أعلى مستوى له عام 1996، حين وصل وزن ما أكلَه كل مواطن إلى 64 رطلاً في السنة، ثم انخفض هذا المعدل 30 % خلال العقود التالية ليستقر عند 45 رطلاً سنوياً. تراجع الطلب على البطاطس الطازجة بشكل حاد، بينما زاد الإقبال على المجمدة، وخاصة المقلية، التي باتت الشكل الأكثر انتشاراً بعد 2019. نتج عن هذا التحول ارتباط البطاطس في الأذهان بأنظمة غذائية غير صحية وثقافة الوجبات السريعة.

على مدى التاريخ، كانت البطاطس طعاماً يحتوي عناصر غذائية أكثر من النشويات الأخرى مثل الخبز الأبيض أو الأرز. تمد الجسم بفيتامين C وبوتاسيوم وألياف، وتقدم كمية لا بأس بها من البروتين. أثبت كريس فويغت، مدير لجنة البطاطس في ولاية واشنطن، جدواها الغذائية حين اقتصر طعامه عليها مدة 60 يوماً، فتحسنت صحته ونقص وزنه، احتجاجاً على قرار حكومي أبعد البطاطس البيضاء عن برامج الدعم الغذائي.

ADVERTISEMENT

استؤنس نبات البطاطس لأول مرة في جبال الأنديز، ثم انتقل إلى أوروبا بفضل إنتاجيته العالية مقارنة بالقمح أو الشعير. ينمو جيداً في الجو البارد الرطب، ويمنح محصولاً يتجاوز في أحيان كثيرة عشرة أطنان للهكتار الواحد.

رغم فوائدها، فإن انخفاض سعرها وتوفرها وسهولة تحويلها إلى أطعمة مصنعة مثل القطع المقلية أو الرقائق، أضعف تقدير المستهلك لقيمتها الغذائية. يأكل معظم الأمريكيين البطاطس مقلية ومملحة، فتضيع فوائدها الصحية وتزداد أرباح شركات الأغذية المصنعة.

يزيد الأمر صعوبة أن تطوير أصناف بطاطس عالية الجودة والإنتاجية أشق من المحاصيل الأخرى بسبب تركيبها الوراثي المعقد، ولذلك لم تحقق البطاطس القفزات الإنتاجية التي شهدها القمح أو الأرز. ومع تزايد الإقبال على الوجبات منخفضة الكربوهيدرات، تراجعت مكانة البطاطس في الأنظمة الغذائية الغربية.

ADVERTISEMENT

تسعى صناعة البطاطس حالياً إلى إصلاح صورتها بحملات إعلامية تستخدم الذكاء الاصطناعي لدحض المعلومات الخاطئة عن قيمتها الغذائية، وتتجه الأنظار إلى الأسواق العالمية، مثل اليابان، التي تستورد كميات متزايدة من البطاطس المقلية الأمريكية.

toTop