احتضان الغباء: القيمة الخفية لأخطائنا

ADVERTISEMENT

الأخطاء جزء من حياة كل إنسان، لكن ما يُسمّى «الأخطاء الغبية» تُسبب إحباطاً خاصاً رغم بساطتها. تولد عادة من شرود الذهن أو قلة الانتباه، مثل نسيان قفل الباب أو إرسال رسالة لشخص خاطئ. رغم صغرها، يمتد أثرها إلى العلاقات الشخصية والمهنية، وإلى الثقة بالنفس، وحتى إلى السمعة.

هذا النوع من الأخطاء يحدث في مواضع يُرجى فيها الانتباه، ويُدرك مسبقاً أنه يُجنّب بالتركيز. لا يأتي من جهل أو ضعف مهارة، بل من تعب الذهن أو عادات راسخة أو محاولة القيام بعدة مهام دفعة واحدة. يُقلل تتبع المواقف التي تحدث فيها من تكرارها، بتحسين الترتيب وزيادة الانتباه.

ADVERTISEMENT

رغم الإحراج، تؤدي الأخطاء الغبية دوراً في النمو الشخصي. تذكّر الإنسان بحدوده، وتفتح باب التأمل والتعلم وتقوية التحمّل. تدفعه إلى تغيير عاداته وتجاوز العثرات، فيزداد قدرة على التأقلم لاحقاً.

لفهمها أعمق، يُفيد التفكير في الأسباب والظروف التي تسبقها: ضغط نفسي، مثلاً، أو سمات مثل الكمالية أو التسرع. يقع فيها حتى الخبراء حين تغلبهم الثقة الزائدة أو الروتين. لا تُعزى الأسباب إلى الفرد وحده، بل تشمل البيئة: الفوضى، نقص الموارد، الضوضاء، كلها ترفع احتمال الخطأ.

يُقلل منها تنظيم الوقت، ترتيب الأولويات، أخذ استراحات منتظمة، والانشغال بالمهمة حتى النهاية. يساعد الاستفادة من النقد البناء على وضع خطط تمنع التكرار وتُحسّن الأداء.

ADVERTISEMENT

رغم انزعاجها، تحمل «الأخطاء الغبية» رسائل مفيدة. قبولها وفهمها يزيد الوعي الذاتي ويُنتج أنماط حياة أكثر تركيزاً وانتباهاً، فيؤدي في النهاية إلى نمو شخصي ومهني وإلى شعور أقوى بالكفاءة والسيطرة.

toTop