حاسة الشم عند البشر أقوى مما نتصور

ADVERTISEMENT

كشفت دراسة أجريت عام 2015 في إسرائيل أن شم راحة اليد بعد المصافحة بفترة قصيرة يساعد على كشف معلومات بيولوجية وشخصية، مثل الحالة الصحية والتطابق الوراثي. الشم يلتقط إشارات عاطفية مثل السعادة أو الخوف، دون وعي الشخص المتلقي. رغم الاعتقاد السائد سابقًا بأن البشر محدودو القدرة على تمييز الروائح، إلا أن دراسة تعود إلى عام 2014 أثبتت أن الإنسان يميّز تريليون رائحة، ما يُظهر أن حاسة الشم لدينا قوية، لكنها مُهمَّشة في الحياة العصرية لصالح حاسة البصر.

وبحسب ماثياس لاسكا، أستاذ الأحياء في جامعة لينكوبينج، فإن مقارنة حاسة الشم بين البشر والحيوانات ليست بسيطة. الحيوانات تحتاج إلى تدريب لربط الروائح بمكافآت عند إجراء الاختبارات، بينما يعبّر البشر عن تجاربهم مباشرة. وُجد أن البشر أكثر حساسية من بعض الحيوانات في رصد أنواع محددة من الروائح. حتى الكلاب، المعروفة بقوة حاستها الشمية، لم تتفوق على البشر في جميع الحالات.

ADVERTISEMENT

من جهة أخرى، أظهرت دراسة مشتركة بين البرتغال والسويد أن البشر يتعرفون على أشخاص من خلال شم رائحتهم الخاصة. استخدمت الدراسة تقنية عرض فيديو لاعتداء، بالترافق مع تقديم رائحة تمثل المشتبه به. استطاع المشاركون تحديد الرائحة الصحيحة بنسبة 75 %. يشير ذلك إلى أن لكل شخص "بصمة رائحة" مميزة، ويُعزى ذلك إلى التركيبة الوراثية، لدرجة أن حتى الكلاب تجد صعوبة في التمييز بين توائم متطابقة إذا لم تختلف وجباتهم الغذائية.

وفي تجربة أخرى نُشرت في مجلة Chemical Senses، جُمع عرق رجال خضعوا لاختبارات أُبلغوا خلالها بأن أداءهم كان ضعيفًا، ما أثار مشاعر الغضب لديهم. عندما شم المتطوعون هذا العرق خلال اختبار إدراكي، أثّر ذلك سلبًا على تركيزهم وأدائهم، مقارنة بالعرق المأخوذ من نفس الأشخاص في حالة حيادية. دلّ ذلك على أن العواطف تُنقل كيميائيًا من خلال الرائحة، ما يُفسر سبب تأثر الناس بمشاعر الآخرين القريبة منهم. يعزز ذلك نظرية "الشم العاطفي"، ويؤكد على أهمية حاسة الشم في التفاعلات الاجتماعية.

toTop