بوراوي رقية: أقدم رحالة عربي في العصر الحديث

ADVERTISEMENT

يُعد بوراوي رقية من أبرز الرحالة العرب في العصر الحديث، وترك أثرًا خاصًا في عالم الترحال بأسلوبه الإنساني والثقافي الاستكشافي. وُلد في مطلع القرن العشرين في مدينة عربية صغيرة، وتأثر منذ صغره بقصص الرحالة الكلاسيكيين مثل ابن بطوطة والإدريسي، فألهمه ذلك لبدء رحلاته وهو في سن المراهقة بين المدن المجاورة سيرًا على الأقدام، ما ساعد على تشكيل شخصيته وتعزيز قدرته على التكيف والاستقلالية.

امتدت مغامرات بوراوي إلى أكثر من خمسين دولة، شملت مناطق الشرق الأوسط، شمال إفريقيا، أوروبا، آسيا، وإفريقيا. في المغرب والجزائر ومصر واليمن، استكشف التقاليد والثقافة العربية، بينما في أوروبا زار مدنًا كبرى مثل باريس ولندن وروما راكبًا الدراجة أو ماشيًا، فسمح له ذلك بالتفاعل المباشر مع الناس. في آسيا، تأثر بالفلسفات الهندية والصينية، واستلهم من ثقافة التأمل والطبيعة في القرى النائية. أما في إفريقيا، فعاش مع قبائل معزولة وتعلّم أنماط الحياة التقليدية، ما ساعده على تكوين رؤيته البيئية المبكرة.

ADVERTISEMENT

اعتمد بوراوي في تنقله على وسائل بسيطة مثل الدراجة والقارب والجمل، مفضلًا البقاء قريبًا من المجتمعات المحلية بعيدًا عن وسائل الراحة الحديثة. وأسست فلسفته في الترحال على البساطة والتواضع والتأمل في الحياة، معتبرًا الترحال تجربة داخلية لفهم الذات وليس فقط وسيلة لاكتشاف العالم الخارجي.

رغم التحديات المادية والصحية التي واجهها، لم تمنعه الصعوبات من مواصلة رحلاته. مُذكراته ومقالاته أصبحت شهادات دائمة لحياته ومصدر إلهام للشباب العرب، حيث شكلت فلسفته في الترحال وعيًا جديدًا يُشجّع على احترام الشعوب والتنوّع الثقافي.

ADVERTISEMENT

بدأت المؤسسات الثقافية العربية مؤخرًا بتكريمه من خلال فعاليات ومعارض، وصدرت بعض كتاباته لتعريف الأجيال الجديدة بقصة الرحالة. وخلُص بوراوي إلى أن البساطة طريق للسعادة، والصبر والتكيف هما مفاتيح النجاح، بينما قبول التنوع يفتح آفاقًا إنسانية وثقافية لا حدود لها.

toTop