اكتشاف النيازك يتحدى نظريات قديمة عن عناصر الأرض المفقودة

ADVERTISEMENT

لطالما حيّر تكوين الأرض وتركيبها من العناصر العلماء، خصوصًا مع افتقارها لبعض العناصر الأساسية مقارنةً بكواكب أخرى. دراسة حديثة في مجلة Science Advances كشفت أن الأرض والمريخ بدأا غنيين بالعناصر معتدلة التطاير (MVES) مثل النحاس والزنك، لكنها فُقدت لاحقًا خلال مراحل تصادم عنيفة، وليس بسبب التمايز الكوكبي أو غياب تكثفها في بداية تشكّل المجموعة الشمسية.

تحليل النيازك الحديدية، التي تُعدّ بقايا نوى كواكب أولية، يُظهر أن الكواكب المبكرة في النظام الشمسي الداخلي احتفظت بوفرة من MVES. هذا التحليل يُعيد تشكيل فهمنا لكيمياء الكواكب، إذ يبدو أن فقدان هذه العناصر من الأرض والمريخ نتج عن النمو التصادمي، لا عن خصائص بنيوية أولية.

ADVERTISEMENT

العناصر معتدلة التطاير ضرورية في سياقات الحياة، إذ غالبًا ما تصاحب الماء والكربون والنيتروجين. النظريات السابقة فسّرت نقصها إما بعدم اندماجها أثناء التمايز الكوكبي، أو بفقدانها بسبب عدم تكثفها في الفضاء المبكر. غير أن الدراسة الجديدة تتحدى هاتين الفرضيتين، وتؤكد أن الكواكب احتفظت بها قبل أن تفقدها لاحقًا بفعل التصادمات.

الكويكيبات، أجرام صلبة صغيرة شكلت اللبنات الأولى للكواكب، لعبت دورًا محوريًا في هذه العمليات. بعض الكويكيبات احتفظت بمستويات عالية من MVES رغم خضوعها للتمايز، ما يكشف تباينًا في تركيبها. اصطدام هذه الكويكيبات، خصوصًا في مراحل التكوين المبكرة، كان مسؤولًا عن استنزاف تدريجي لهذه العناصر من الكواكب.

ADVERTISEMENT

أثر هذه النتائج يمتد إلى فهم قابلية الكواكب للحياة، إذ يرتبط توزيع MVES بوجود بيئات كيميائية ملائمة لتطور الحياة. وقد يُلقي هذا البحث الضوء على تكوين الكواكب الخارجية واحتمالات الحياة فيها، خاصةً أن بعضها يُظهر ظروفًا شبيهة بالأرض.

toTop