ميلة الساحرة: رحلة عبر الزمن بين الطبيعة والتاريخ

ADVERTISEMENT

تقع مدينة ميلة في شمال شرق الجزائر، وتفصلها مسافات قصيرة عن ولايات قسنطينة، سطيف، جيجل، وأم البواقي، فتشكل معبراً طبيعياً بين الساحل والهضاب. اسمها مأخوذ من الكلمة الأمازيغية «إيميلي» وتعني «الينبوع»، بسبب عيون الماء الكثيرة فيها. تعلوها جبال خضراء ويخفف من حرارتها صيفاً هواء معتدل، فتصبح زيارتها ممكنة في كل الفصول.

مشى الإنسان في أرض ميلة قبل الميلاد بقرون، فتركت القبائل النوميدية بصمتها، ثم جاء الرومان وبعدهم البيزنطيون، وأخيراً دخلها المسلمون. اليوم تُقرأ طبقات التاريخ في كل مكان: سور حجري شيّده البيزنطيون سنة 500 ميلادية تقريباً، مسجد شيّده المسلمون سنة 700 فوق أساس كنيسة قديمة، وأعمدة رخامية وممرات مرصوفة لا تزال واقفة من أيام الرومان.

ADVERTISEMENT

الغابات والجبال تحيط بالمدينة من كل جانب. شلال عين التين يسقط من علوّ عشرين متراً تقريباً، وجبل بني قشة وجبل بني خطاب يوفران دروباً ممهدة لمن يحب المشي أو التقاط صور للمناظر. على بعد كيلومترات، يقبع سد بني هارون، أحد أكبر السدود في القارة الإفريقية، حيث يأتي الناس للتنزه أو لصيد سمك البلطي.

سكان المدينة يعرفون قيمة الضيف، يقدمون له الحريرة في عاشوراء ويدعونه لحفلات الزواج التي تستمر ليلاً. في الأسواق القديمة تباع الزرابي الملونة والفخار المزخرف يدوياً، فتعود الزائرة وحقيبتها مليئة بقطع لا تُوجد في أي مكان آخر.

ADVERTISEMENT

أقرب مطارين يخدمان المدينة هما مطار قسنطينة ومطار سطيف، ويبعد كل منهما أقل من ساعة بالسيارة. الربيع وشهر سبتمبر يمنحان زائراً جواً معتدلاً وسماء صافية. طرق جديدة وفنادق صغيرة تُبنى اليوم، لكن دون الإخلال بالطابع القديم، فالمسؤولون يسعون لجعل السياحة دخلاً يرفع الاقتصاد ويحافظ على الهوية في آنٍ واحد.

toTop