السودان الجيولوجي: رحلة عبر التكوينات الصخرية والبراكين الخاملة

ADVERTISEMENT

يحتوي السودان على تنوع صخري نادر يجمع بين براكين خامدة وجبال عتيقة وأودية جافة، فيصبح وجهة مفضلة لمن يهتم بالصخور والسفر. وسط هذا التنوع يظهر "درع النوبة"، جزء من الدرع العربي-النوبي، وهو كتلة صخرية عمرها يتجاوز 540 مليون سنة، ويحتفظ بآثار تحركات القشرة الأرضية القديمة في ولايتي البحر الأحمر ونهر النيل.

تمتد جبال البحر الأحمر على طول الساحل الشرقي، وتضم صخورًا نارية ورسوبية تشهد على انفصال شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا. من أبرز معالمها جبل "عتباي" الذي يتيح إطلالة واسعة مذهلة، ويجذب متسلقي الجبال وعشاق المشي.

ADVERTISEMENT

في دارفور، تحتوي جبال مرّة على سلاسل من البراكين الخامدة، وهي أعلى نقطة في السودان بارتفاع 3,042 متر. المشهد هناك يجمع بين قمم خضراء وحجر بارد وشلالات، ويوفر بيئة نادرة للنباتات والطيور، فتصبح ملجأ لمحبي الطبيعة والاستكشاف البيئي.

يمتد وادي هور في شمال دارفور كمجري نهر جاف يروي قصة تغيرات مناخية قديمة، حيث تنتشر بقايا عظمية ورواسب تُظهر تحول المنطقة من غابة كثيفة إلى شبه صحراء.

صحراء بيوضة بين نهر النيل والحدود الليبية عبارة عن متحف طبيعي مكشوف تظهر فيه طبقات رسوبية وأصداف بحرية من العصر الطباشيري، ويسمح للزائرين برؤية رسوم الإنسان القديم المحفورة على الصخور.

ADVERTISEMENT

جنوب كردفان يحتوي على صخور نارية مثل البازلت والجرانيت، التي تمنح الأرض منظرًا صخريًا مذهلًا، خصوصًا في جبال النوبة، حيث تعيش جماعات محلية تربطها بهذه الجبال علاقة ثقافية وروحية.

التنوع الصخري في السودان يغذي تنوعًا بيئيًا نادرًا، من نباتات فريدة في جبل مرّة إلى كائنات تتحمل الجفاف في الصحارى. وللسياحة الصخرية، يشكل السودان وجهة واعدة، إذ تقدم الرحلات فرصة علمية وثقافية تجمع بين الاستكشاف والمغامرة والتفاعل مع السكان المحليين.

toTop