خزنة النمرود: كنز الحضارات الآشورية في قلب العراق

ADVERTISEMENT

تُعد مدينة النمرود من أبرز المدن الأثرية في الحضارة الآشورية. أسّسها الآشوريون في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وبلغت أوج ازدهارها في عهد الملك آشور ناصربال الثاني خلال القرن التاسع قبل الميلاد حين جعلها عاصمة لإمبراطوريته. تقع جنوب شرق الموصل على ضفاف نهر دجلة، وكانت تُعرف باسم "كالح". فيها قصور ومعابد وزقورات ومدارس لتدريب الجنود.

أشهر ما خرج من تحت ترابها هو ما يُسمى "كنوز النمرود" التي وجدها علماء الآثار في القبور الملكية في ثمانينيات القرن الماضي. الكنوز عبارة عن حلي ذهبية وتيجان وقطع ملكية. اليوم تعرض في المتحف الوطني العراقي، رغم أن بعضها تعرض للكسر أو السرقة. تشتهر المدينة أيضًا بقصر آشور ناصربال الثاني الذي تزين جدرانه نقوش بارزة، وبتماثيل الثيران المجنحة "اللاماسو" التي كانوا يضعوها عند الأبواب لحماية المكان، وبزقورة استخدمها الكهنة في طقوس العبادة، وبمدفن ملكي يضم رفات ملكات آشور.

ADVERTISEMENT

يربط الناس اسم "النمرود" بشخصية دينية قيل إنها جادلت نبي الله إبراهيم عليه السلام وادعت أنه إله. لا يوجد دليل تاريخي واحد يربط المدينة بالشخصية الدينية، لكن تشابه الاسم جعل القصص والأساطير تلتصق بالمكان.

في الروايات الشعبية صارت النمرود رمزًا للحاكم الظالم المتجبر، وما تزال صورها وحكاياها تُروى في الوجدان العربي. خطط المهندسون الآشوريون المدينة بعناية، فظهرت شوارعها وأسوارها ومعابدها بشكل متناسق. اليوم تستقبل محبي تاريخ العراق القديم، ولا تتوقف أعمال التنقيب والترميم داخلها. ينصح كل زائر باتباع تعليمات السلامة والاستعانة بمرشد سياحي يشرح معنى كل معلم وقيمته الحضارية.

toTop