هل هناك ست أم سبع قارات؟ تحليل شامل للأدلة الجيولوجية الناشئة

ADVERTISEMENT

يُقسَّم العالم عادةً إلى سبع قطع أرضية: أفريقيا، أنتاركتيكا، آسيا، أستراليا، أوروبا، أمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، وهو التقسيم الذي ظلّت المدارس تُدرِّسه منذ عقود. لكن أبحاثاً جيولوجية جديدة تطرح سؤالاً: هل أوروبا وأمريكا الشمالية قارتان مستقلتان حقاً؟ الجدل عاد من جديد حول العدد الحقيقي للقارات.

بدأ الأمر بنظرية ألفريد فيجنر عام 1912 حين قال إن القارات الموجودة الآن انفصلت عن كتلة يابسة واحدة سماها بانجيا. رفض كثير من العلماء الفكرة آنذاك، إلى أن ظهرت في الستينيات نظرية الصفائح التكتونية وأثبتت حركة الغلاف الصخري للأرض، فصارت نظرية الانجراف حقيقة مقبولة.

ADVERTISEMENT

اليوم يستخدم الجيولوجيون أدوات دقيقة: تسجيل الموجات الزلزالية، قياسات الأقمار الصناعية GPS، تحليل النظائر، وحفر بئر عميقة لرؤية تركيب القارات وسرعة انتقالها. تظهر البيانات ارتفاع السطح، تنوع الصخور، سماكة القشرة، وامتداد المساحة، فتُحدِّد ما إذا كانت الكتلة قارة أم لا.

رغم اعتماد المناهج على سبع قارات، يُفضِّل بعض الجيولوجيين دمج أوروبا وآسيا في قارة واحدة اسمها أوراسيا لأن اليابسة والصفائح التكتونية موحّدة. في الجنوب أيضاً ظهرت زيلانديا، أرض مغمورة في المحيط الهادئ، واقترح البعض اعتبارها قارة ثامنة، لكن لم يتفق العالم بعد على الأمر.

ADVERTISEMENT

دراسة حديثة في مجلة Gondwana Research تُظهر صلة صخرية لا تنقطع بين أوروبا وأمريكا الشمالية، ما يُضعف الفكرة القائلة باستقلال القارتين. تدفع النتائج المتخصصين إلى مراجعة المعايير القديمة والاعتماد على الدليل الصخري بدل التقاليد الجغرافية أو الثقافية.

إذا تغيّر تعريف القارة، سينعكس الأمر على الكتب المدرسية، على اتفاقيات ترسيم الحدود، وعلى عمليات التنقيب عن المعادن والنفط، ما يستدعي إعادة نظر شاملة في صورة كوكبنا.

يبيّن الجدل حول عدد القارات أن التصنيفات الجغرافية ليست حجراً، بل تتبدل كلما تقدّم العلم. أدوات الجيولوجيا الدقيقة تكشف اليوم تفاصيل جديدة عن بنية الأرض وقصة تكوّنها عبر الزمن.

toTop