كويريتارو: تاريخ استعماري ساحر في قلب المكسيك

تقع مدينة كويريتارو في وسط المكسيك. تجمع بين بيوتها القديمة من الحقبة الاستعمارية وزخرفتها الباروكية، وبين معارضها وعروضها الفنية الحديثة، فتبدو وجهة مختلفة لمن يبحث عن السياحة الثقافية.

أُسّست رسميًا سنة 1531، لكن الناس يقطنون المكان منذ أيام ما قبل كولومبس، وخصوصًا حضارة التولتك. حين وصل الإسبان صارت كويريتارو مركزًا استعماريًا، ثم شهدت لاحقًا أحداثًا رئيسية في حرب الاستقلال.

يظهر التاريخ في شوارعها، لاسيما حول ساحة Plaza de Armas التي تملؤها المقاهي والمباني المزينة. أبرز المعالم: كنيسة سان فرانسيسكو، دير الصليب المقدس، والقناطر ذات الأقواس الـ74، التي تُعد من أبرز إنجازات الهندسة الاستعمارية.

المدينة حية ثقافيًا؛ تفتح أبوابها معارض ومتاحف، وتستضيف مهرجانًا دوليًا للفنون. تملأ الساحات فرق الموسيقى الشعبية وباعة الحرف اليدوية التي تعكس روح الفن الشعبي المكسيكي.

المطبخ المحلي جزء من الرحلة؛ يجمع بين النكهات التقليدية كالبارباكوا والأطباق الجديدة التي يقدمها طهاة الذواقة.

ينطلق الزائر من كويريتارو إلى بيينا دي بيرنال، ثالث أكبر صخرة مونوليثية في العالم، وإلى طريق الجبن، وإلى سان ميغيل دي أييندا المدرجة على قائمة التراث العالمي.

المدينة قريبة من مكسيكو سيتي ومن مدن أخرى، آمنة، منظمة، ووسائل النقل فيها سهلة. تناسب من يبحث عن مزيج بين التاريخ والمغامرة.

أفضل وقت للزيارة من أكتوبر حتى أبريل؛ الجو معتدل والمهرجانات كثيرة، أشهرها احتفالات يوم الموتى. ينصح الزائر باختيار مكان إقامة مناسب، استخدام النقل المحلي، والانتباه في الأماكن المزدحمة.

تُمثّل كويريتارو قلب السياحة الثقافية في المكسيك لمحبي القصص والفن والتاريخ، وتمنح زائرها تجربة أصيلة بعيدًا عن الشواطئ المزدحمة.