خمسة أسباب تجعل الزراعة العمودية لا تزال المستقبل

ADVERTISEMENT

تراجعت الزراعة العمودية بشكل واضح خلال الأشهر الأخيرة بعدما أقفلت عدة شركات وفشلت مشاريع كانت تُعدّ طموحة في قارات مختلفة. أُطفئت أكبر مزرعة عمودية في العالم، الواقعة في كاليفورنيا، أواخر 2024 بسبب ارتفاع فاتورة الكهرباء. توقفت شركات سبق أن صُنّفت رائدة مثل «باوري فارمنج» و«أيروفارمز» عن الإنتاج أو أعلنت إفلاسها، وانضمت إليهما شركات بريطانية مثل «غروينغ أندرغراوند». رغم التسميات التي أُلصقت بالتجربة ونعتتها بالفشل، تبقى الزراعة داخل المباني خيارًا بيئيًا يُراد به تعويض الزراعة المكشوفة، يقلل انبعاثات الكربون ويُنتج الغذاء قرب أماكن الاستهلاك.

ADVERTISEMENT

الفكرة ببساطة: زراعة الغذاء داخل صالات مغلقة تُستخدم فيها مساحات صغيرة، يُضبط فيها الهواء والرطوبة والضوء بدقة، وتُشغل مصابيح LED حديثة. التكلفة مرتفعة، لكن التقنية تكتسب جدواها مع تزايد الاحترار وندرة الأراضي الصالحة للفلاحة. كل المؤشرات تقول إن الطلب على منتجات الزراعة العمودية سيرتفع حين يتحول الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد حيوي تعتمد فيه النباتات مصدرًا للبروتين والوقود واللقاحات.

الأبحاث تُثبت أن تحسين لون الضوء يغيّر جودة المحصول مباشرة. الضوء الأحمر البعيد يُسرّع النمو، والأزرق يزيد القيمة الغذائية ويطيل مدة حفظ المنتج بعد الحصاد. حين تُغلق البيئة تمامًا يُصبح ممكنًا برمجة الإنتاج حسب الكمية المطلوبة، ما يُقوي الأمن الغذائي ويُخفف الضغط على التربة والمياه.

ADVERTISEMENT

الزراعة العمودية تُصطدم بعقبة في أماكن مثل كاليفورنيا التي يُعدّ مناخها مثاليًا للزراعة المكشوفة، بينما تُحقق نتائج أفضل في دول تعتمد على الاستيراد مثل سنغافورة والإمارات. في شمال أوروبا والمملكة المتحدة، حيث الشتاء طويل والصيف قصير، أصبحت الزراعة داخل المباني وفي الأنظمة المائية خيارًا عمليًا يُدار على مدار العام.

الصوبات المائية التي سبقت الزراعة العمودية نجحت تجاريًا، وأبرز مثال هولندا التي أصبحت ثاني أكبر مصدر غذائي عالميًا. تُدار هذه الصوبات ليل نهار وتُنتج طماطم وفراولة وأعشاب تُباع لسلاسل المتاجر الكبرى. يُتوقع أن تنتشر أنظمة مماثلة خلال العقود القادمة لتأمين الغذاء في مناطق تواجه شحّ المياه أو ارتفاع الحرارة مثل الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا.

toTop