لماذا قد تكون أزمة الكاكاو في غرب إفريقيا مفيدة لصحتك؟

يُعد الكاكاو عنصراً مهماً في الأنظمة الغذائية حول العالم، ارتبط منذ عصور بالحضارات القديمة في أمريكا الوسطى، ثم انتقل إلى أوروبا وأصبح منتجاً عالمياً يُستخدم على نطاق واسع. تتصدر ساحل العاج وغانا ونيجيريا قائمة الدول المنتجة، وتنتج أفريقيا وحدها 70 % من الكمية العالمية.

رغم القيمة الاقتصادية للكاكاو، تستهلك الدول المنتجة جزءاً صغيراً من محصولها، وتصدر الباقي إلى الخارج. في أسواقها المحلية تدخل حبوب الكاكاو في تحضير المشروبات والأطعمة والطب التقليدي. أما في الأسواق العالمية فتصل إلى صناعة الحلويات ومستحضرات التجميل والأدوية والأغذية، مما يزيد الطلب ويفتح مجالات صناعية متعددة.

يتركز الاستهلاك العالمي في الدول المتقدمة، خاصة أوروبا والولايات المتحدة، بينما يبلغ أعلى معدل للفرد في سويسرا وألمانيا والمملكة المتحدة. تُعد الشوكولاتة الداكنة غنية بالفلافانول، الذي يخفض ضغط الدم ويحسن الدورة الدموية ويقلل الكوليسترول الضار. مع ذلك، الإفراط في المنتجات السكرية يسبب أضراراً صحية.

تعاني زراعة الكاكاو في غرب أفريقيا من أزمة متداخلة: تغير المناخ، أمراض المحاصيل، التعدين غير القانوني. انخفض الإنتاج وارتفع السعر ثلاث مرات خلال عامين، ما أربك سلاسل التوريد. تفاقم الوضع العوامل الاقتصادية والبيئية، إضافة إلى انتشار عمل الأطفال في ساحل العاج وغانا.

رغم حدة الأزمة، تظهر فرص لتحسين الصحة العامة عبر تقليل الشوكولاتة الغنية بالسكر وزيادة تناول الداكنة مع اختيار مصادر أخلاقية. كما تدفع التحديات الدول إلى اعتماد الزراعة المستدامة مثل زراعة الكاكاو تحت ظلال الأشجار، وتنويع الإنتاج كما فعلت البرازيل بإنشاء مزارع واسعة، إلى جانب مبادرات تثبيت الأسعار ورفع دخل المزارعين.

تُمثل أزمة الكاكاو تحدياً يتطلب تعاوناً دولياً، لكنه يفتح الباب أمام تحولات صحية واقتصادية وصناعية تعيد تشكيل مستقبل صناعة الكاكاو العالمية.