معتكفات المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية: الثقافة والروحانية لتنشيط الروح

في قلب المدينة المنورة، تبدأ مبادرة Madinah Retreats بتقديم برامج تجمع بين الروحانية والعافية والثقافة، تنفذ داخل بيئة طبيعية وثقافية غنية. انطلقت المبادرة عام 2024 بإشراف معتصم البيطار، الذي عمل في السياحة الصحية والروحانية، ونظم أكثر من خمسين خلوة في دول متعددة، مستندًا إلى دراسته في السلوك التنظيمي والروحانية الإسلامية والدراسات الثقافية.

تقوم Madinah Retreats على ثلاثة عناصر أساسية: الروحانية من خلال التأمل والتفكر، والثقافة عبر زيارة المواقع التاريخية وسرد القصص، والعافية التي تظهر في ممارسة اليوغا وتمارين التنفس وتناول الأطعمة التي تساعد على الشفاء. تُقام الخلوات في مزارع تحيطها الطبيعة، ويُطلب من المشاركين التفاعل مع المأكولات المحلية والفنون والمجتمع المحيط.

توجه المبادرة رسالتها إلى الأفراد والمجموعات الذين يسعون إلى تغيير داخلي، وتوفّر لهم بيئة آمنة تحترم الخصوصية وتتعامل مع اختلاف الخلفيات. أوضح البيطار أن كل خلوة تبدأ بنية واضحة، ويشرف عليها فريق من الميسرين المتخصصين يعمل بانسجام.

تشكل المدينة المنورة وجهة مناسبة لهذا النوع من البرامج، بسبب تنوع مناخها وغناها الروحي والثقافي. وتُدرج الخلوات أنشطة جسدية مرتبطة بالطبيعة والحيوانات، مثل العلاج بالخيول، لتعزيز التواصل مع الذات والبيئة.

تعمل Madinah Retreats ضمن نموذج تعاوني يشمل شراكة مع جهات محلية وحكومية، لدعم رؤية السعودية 2030 في تنمية السياحة وتجارب العافية. تتراوح تكلفة البرامج بين خمسة آلاف وعشرة آلاف ريال سعودي، حسب نوع البرنامج والموقع والخدمات المقدمة.

لا تشترط الخلوات خبرة سابقة، وتفتح أبوابها للجميع، مع اهتمام خاص بسرد القصص الثقافية وتجارب الشفاء. تُجرى النشاطات بالعربية والإنجليزية، وتُعدّ كل تجربة لتلبي حاجات المشاركين، فتصبح أداة للشفاء العميق والتغيير الشخصي.

تتوسع مشاريع Madinah Retreats خارج المملكة لتشمل واحة سيوة في مصر، وهي منطقة طبيعية تشتهر باحتفال “عيد الصلح” وينابيعها المالحة وصخورها الجيرية، ما يضيف طابعًا جديدًا لتجربة التعافي الثقافي والعاطفي.