يُعد الأردن واحداً من أبرز الوجهات السياحية في الشرق الأوسط، حيث يلتقي التاريخ العريق بجمال الطبيعة الخلابة. من آثار الأنباط في البتراء، إلى مياه البحر الميت المالحة، وصولًا إلى الكثبان الرملية والممرات الصخرية في وادي رم، يقدم الأردن باقة فريدة من التجارب لعشاق المغامرة والاستكشاف. في هذا المقال، سنأخذك في جولة شاملة عبر أبرز معالم الأردن، لتتعرف على وجهة سياحية غنية بالقصص والمناظر والثقافات.
عرض النقاط الرئيسية
عند الحديث عن السياحة في الأردن، لا يمكن تجاهل البتراء، جوهرة الجنوب وكنز الحضارة النبطية. تقع هذه المدينة الأثرية في محافظة معان، وقد نُحتت في الصخور الرملية الوردية منذ أكثر من ألفي عام. الدخول إلى البتراء يبدأ بممر ضيق يُعرف بـ"السيق"، وهو شق صخري يمتد لحوالي 1.2 كيلومتر، تصطف على جانبيه جدران شاهقة ترتفع عشرات الأمتار.
قراءة مقترحة
مع نهاية السيق، يظهر أمام الزائر "الخزنة"، أحد أشهر المعالم المعمارية في العالم. هذا البناء المهيب كان يعتقد البعض أنه خزينة كنوز مخفية، لكنه في الواقع ضريح ملكي مزخرف بنقوش دقيقة وأعمدة ذات طابع هلنستي.
في عمق المدينة، يمكن استكشاف المدرج الروماني، والمذبح العالي، والمقابر الملكية، ومئات الكهوف التي كانت مأهولة بالسكان قديماً. زيارة البتراء هي غوص حقيقي في تاريخ الأنباط، وتكشف عن عبقريتهم في التخطيط المعماري والاستفادة من البيئة الطبيعية.
على بُعد مسافة قصيرة من العاصمة عمّان، يقع البحر الميت، أحد أعاجيب الطبيعة وأكثر البحيرات غرابة في العالم. بارتفاعه الذي يبلغ 430 متراً تحت مستوى سطح البحر، يشكل هذا البحر وجهة مثالية للراغبين في الاستجمام والشفاء. يحتوي مياهه على نسبة عالية من الأملاح والمعادن مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم، ما يجعلها غير صالحة للسباحة التقليدية، لكنها تتيح لزوارها تجربة الطفو فوق السطح بسهولة مذهلة.
تنتشر على ضفاف البحر الميت منتجعات فاخرة تقدم جلسات علاجية بالطين الأسود المشهور بخصائصه الطبية، إضافة إلى المسابح والمراكز الصحية. كما أن الجو هناك مشمس طوال العام، وتُعد المنطقة من أفضل المواقع لعلاج أمراض الجلد والجهاز التنفسي.
وتمنح الإطلالات من البحر الميت مشاهد بانورامية ساحرة، خاصة عند غروب الشمس، حيث تنعكس الألوان البرتقالية والبنفسجية على سطح الماء الصافي.
في أقصى جنوب الأردن، يقع وادي رم، أحد أبرز المعالم الجيولوجية في المنطقة، والذي يُعرف أيضاً باسم "وادي القمر" نظراً لتشابه تضاريسه مع سطح القمر. هذا الوادي هو موطن الكثبان الرملية الحمراء والتكوينات الصخرية الفريدة التي تجذب المغامرين من مختلف أنحاء العالم.
تشمل الأنشطة السياحية في وادي رم رحلات بسيارات الدفع الرباعي، وركوب الجمال، والتخييم في خيام البدو التقليدية، إضافة إلى تسلق الجبال ومشاهدة النجوم في سماء صافية بعيداً عن ضجيج المدن. العديد من الزوار يختارون قضاء الليل في معسكرات البدو، حيث يمكنهم تذوق المأكولات المحلية مثل المنسف والمقلوبة والاستمتاع بسهرات حول النار مع عزف العود وأحاديث التراث.
الوادي أيضًا كان موقع تصوير لعدة أفلام عالمية مثل "لورنس العرب" و"The Martian"، مما يضيف إلى شعبيته ويمنحه طابعًا سينمائيًا فريدًا.
تقع مدينة العقبة على ساحل البحر الأحمر، وهي المنفذ البحري الوحيد للأردن. تعد العقبة وجهة محببة لعشاق البحر، خاصة الغواصين والسباحين، لما تحتويه من شعاب مرجانية نابضة بالحياة ومياه دافئة وصافية على مدار العام.
تضم العقبة عدداً من مراكز الغوص المحترفة التي تقدم رحلات لاكتشاف الحياة البحرية المذهلة، بما في ذلك حطام السفن والطائرات الغارقة التي أصبحت موائل للكائنات البحرية. أما لمن يفضلون الأنشطة فوق الماء، فيمكن الاستمتاع برحلات القوارب، أو التزلج على الماء، أو الجلوس على الشاطئ وتناول وجبة سمك طازج في أحد المطاعم المطلة على البحر.
وعلاوة على الجانب البحري، تقدم العقبة تجربة تسوق مميزة بفضل أسواقها المعفاة من الضرائب، حيث يمكن شراء الحلي، والبهارات، والمنسوجات بأسعار مغرية.
عمّان، العاصمة النابضة بالحياة، تجمع بين ناطحات السحاب والمقاهي الحديثة، والمواقع الأثرية التي تعود إلى العصور الرومانية والإسلامية. من أبرز معالمها المدرج الروماني، الواقع في وسط البلد، وجبل القلعة الذي يضم أطلال معابد قديمة ومتحفًا أثريًا غنيًا بالقطع النادرة.
كما تشتهر عمّان بأسواقها التقليدية في "وسط البلد"، ومطاعمها التي تقدم أطباقاً مثل الحمص، والفلافل، والكباب، بالإضافة إلى المقاهي التي تكتظ بالزوار عند المساء.
وتوفر العاصمة نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف باقي مناطق الأردن، حيث تقع أغلب الوجهات السياحية على مسافات قصيرة نسبياً منها.
يمكن لعشاق السفر اختيار عدد من الجولات المنظمة التي تشمل معظم المعالم المذكورة، حيث تتيح رحلات تمتد من 5 إلى 10 أيام زيارة المواقع الأثرية، والتجول في الأسواق، والمبيت في الخيام الصحراوية، والاستجمام على شواطئ البحر.
وتختلف أنماط الجولات بين المغامرات الجبلية، والجولات الثقافية، ورحلات العافية، مما يجعل الأردن وجهة مناسبة لكل أنواع المسافرين، سواء كانوا أفراداً، أو عائلات، أو حتى مجموعات مهتمة بالتاريخ أو التصوير أو اليوغا.
ما يميز السياحة في الأردن ليس فقط المواقع الجغرافية أو الآثار، بل أيضاً الشعب الأردني المعروف بكرم الضيافة. في كل زاوية من البلاد، ستجد من يرحب بك بكوب من الشاي، وابتسامة دافئة، وقصة تحكي عن المكان وتاريخه.
وإلى جانب اللغة العربية، يتحدث الكثير من الأردنيين الإنجليزية بطلاقة، ما يسهل التواصل مع الزوار القادمين من الخارج. وتنتشر في المدن الكبرى مراكز للزوار ومكاتب للسياحة تساعد على تخطيط الرحلة وتقديم المعلومات الموثوقة.
من البتراء المدهشة إلى هدوء البحر الميت، ومن سكون صحراء وادي رم إلى حيوية العقبة، يُثبت الأردن أنه بلد غني بالتنوع والتجارب. هو وجهة تلائم كل المسافرين، وتقدم لهم مزيجاً نادراً من الجمال الطبيعي، والتاريخ العميق، والثقافة الحيّة. سواء كنت تبحث عن مغامرة، أو استرخاء، أو رحلة استكشاف، فإن الأردن سيمنحك تجربة سياحية مفعمة بالتجدد والمعرفة.
ماذا يمكنك أن تفعل خلال يوم واحد في دبي ؟
5 شخصيات عربية غيرت العالم
١٢ تغييراً بسيطاً في روتين العناية الذاتية يُمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في صحتك
آثار رومانية ومواقع سياحية منسية في لبنان
احتفالات عيد الفطر في العراق
أدرار: بوابتك إلى الصحراء وسحر الجنوب الجزائري
المنسف الأردني والفلسطيني: قطعة من تاريخ وتراث البلدين وليس مجرد طبق
أسعار السيارات في الشرق الأوسط تحت ضغط التضخم العالمي: هل انتهى زمن السيارة المعقولة؟
عسر الهضم الكوني يتسبب في قيام الثقوب السوداء بقذف النجوم
مهرجان الفيلم السعودي يعود بقائمة من الأفلام الإقليمية وقسم خاص باليابان