الشلف: أطول نهر في الجزائر ولماذا يجب زيارته

ADVERTISEMENT

ينبع نهر الشلف، أطول نهر في الجزائر بطول 700 كيلومتر، من جبال الأطلس الصحراوي قرب أفلو في ولاية الأغواط، ويصب في البحر الأبيض المتوسط قرب مستغانم. عُرف قديماً باسمي "المكيرة" و"سيغ"، وظل على مر القرون خطاً حيوياً للتجارة، وسكن البشر على ضفافه، وتبادلوا ثقافاتهم، فمرّ عليه البربر، ثم الرومان، ثم العرب.

مياه النهر غذّت الحقول، وبعد أن أنشأ الفرنسيون قنوات وسدوداً خلال الاحتلال، أصبحت الزراعة أكثر انتشاراً. حتى اليوم، يروي النهر حقول آلاف المزارعين في ولايات الشلف وغليزان ومعسكر، ويحفظ توازن الطبيعة فيها.

ADVERTISEMENT

يبدأ مجرى النهر بصحراء جرداء، ثم يخترق تلالاً خضراء في الوادي الأوسط، حيث تنمو شجيرات العرعر والزعتر، وتخرج ثعالب الرمل وأرانب البراري، وتستريح الطيور المهاجرة. في الأراضي الزراعية، يغذي أشجار الزيتون والعنب والحبوب. عند مصبه قرب مستغانم، يتحول إلى مستنقعات ضحلة تعج بأسماك الشبوط والقاروس، ونباتات البردي، ويأتي إليه هواة تصوير الطيور.

النهر يفتح أبواب ثقافات متجاورة. في مدينة الشلف، تظهر آثار رومانية ومساجد عثمانية بُعيد الزلازل. في غليزان ومعسكر، تُنسج السجاد اليدوي، وتُعزف موسيقى الأندalus، وتُخبز الرقاق بالزعتر. في مستغانم، تختلط رائحة البحر بعادات الصيادين. كل سوق أسبوعي، أو عرس قرية، يُظهر هوية المكان دون تزيين.

ADVERTISEMENT

زيارة النهر لا تتطلب برنامجاً سياحياً جاهزاً. يكفي أن ترافق فلاحاً إلى حقل، أو تتبع طائر كُنكُر على ضفة، أو تشتري خبزاً من فرن القرية. تصوير، مشي، أو مجرد جلوس تحت شجرة، يكشف تاريخاً مكتوباً في ماء وطين.

toTop