قد تبدو فرشاة أسنانك بريئة وهي موضوعة في حاملها لكن تحت شعيراتها، تكمن بيئة نابضة بالحياة من البكتيريا. ففي كل مرة تنظف فيها أسنانك، فأنت لا تزيل البلاك وبقايا الطعام فحسب، بل تُدخل أيضًا فرشاة أسنانك إلى بيئة فمك الدافئة والرطبة، وهي بيئة مثالية لنمو الميكروبات. وإذا كنت تحتفظ بالفرشاة في الحمام، فأنت تُضيف ملوثات محمولة جوًا إلى هذا المزيج. إذ أظهرت الأبحاث أن فرشاة الأسنان يمكن أن تؤوي مئات الآلاف من الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك الإشريكية القولونية، والمكورات العنقودية، والمكورات العقدية، وحتى القولونيات البرازية. ويمكن أن تأتي هذه البكتيريا من فمك، أو الهواء المحيط، أو حتى التلوث المتبادل من فرش الأسنان القريبة. إذا سبق لك استخدام سيفون المرحاض وغطاؤه مفتوح، فقد تُفاجأ عندما تعلم أن الجزيئات يمكن أن تنتقل لمسافة تصل إلى مترين، لتستقر على أسطح مثل فرشاة أسنانك. ومع أن معظم هذه الميكروبات غير ضارة للأشخاص الأصحاء، إلا أنها قد تُشكل خطرًا إذا كان لديك ضعف في جهاز المناعة، أو جروح مفتوحة في فمك، أو إذا كنت تُشارك فرشاة أسنانك مع آخرين (وهو أمر يجب عليك تجنّبه تمامًا). كلما طالت مدة استخدامك لنفس فرشاة الأسنان، تراكمت فيها البكتيريا أكثر، وانخفضت فعاليتها في تنظيف أسنانك. الأمر ليس مُقززًا فحسب، بل يُشكّل خطرًا صحيًا مُحتملًا.
قراءة مقترحة
توصي جمعية طب الأسنان الأمريكية باستبدال فرشاة أسنانك كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، أو قبل ذلك إذا أصبحت الشعيرات مُهترئة. لكن الكثير من الناس يُطيلون هذه المدة، غير مُدركين للعواقب. فرشاة الأسنان المُهترئة لا تُؤوي المزيد من البكتيريا فحسب، بل تفقد أيضًا قدرتها على التنظيف. فالشعيرات المهترئة لا تستطيع الوصول إلى الشقوق أو إزالة البلاك بفعالية، مما قد يؤدي إلى أمراض اللثة وتسوس الأسنان ورائحة الفم الكريهة. إليك بعض العلامات التي تشير إلى ضرورة التخلص من فرشاة أسنانك:
- شعيرات مهترئة أو منحنية: لن تنظف هذه الشعيرات بشكل صحيح وقد تُهيّج لثتك.
- تغير اللون أو الرائحة: قد تشير الرائحة الكريهة أو اللون الغريب إلى تراكم البكتيريا.
- مرض حديث: إذا كنت قد أصبت بنزلة برد أو إنفلونزا أو عدوى، فاستبدل فرشاتك لتجنب إعادة العدوى.
- عفن أو بقايا: أي نمو أو تراكم واضح هو علامة تحذير.
- عدم تذكر متى غيرتها آخر مرة: إذا مر أكثر من ثلاثة أشهر، فقد حان الوقت.
إذا كنت تستخدم فرشاة أسنان كهربائية، تنطبق القواعد نفسها - استبدل رأس الفرشاة كل ثلاثة أشهر. وإذا كنت تستخدم فرشاة أسنان بشعيرات مُشبعة بالفحم أو مواد عصرية أخرى، فراجع إرشادات الشركة المصنعة، لأن بعضها قد يتلف أسرع. انتبه أيضًا لعادات تنظيف أسنانك. فإذا كنت تنظف أسنانك أكثر من مرتين يوميًا أو تضغط بقوة، فقد تبلى شعيراتك بشكل أسرع. غالبًا ما تحتاج فرش أسنان الأطفال إلى الاستبدال بشكل متكرر بسبب الاستخدام المكثف.
على الرغم من أنه لا يمكنك تعقيم فرشاة أسنانك تمامًا، يمكنك تقليل نمو البكتيريا باتباع بعض العادات الذكية:
- اشطف جيدًا بعد الاستخدام: تأكد من غسل معجون الأسنان والبقايا.
- جففها في الهواء في وضع مستقيم: خزّن فرشاة أسنانك في حامل يسمح لها بالجفاف بين الاستخدامات. تجنب الحاويات المغلقة، التي تحبس الرطوبة وتشجع نمو البكتيريا.
- احفظها بعيدًا عن المرحاض: خزّنها على بُعد مترين على الأقل، وأغلق الغطاء دائمًا قبل شطفها.
- لا تشارك: حتى مع أفراد العائلة، فإن مشاركة فرشاة الأسنان تنشر البكتيريا والفيروسات.
- عقمها من حين لآخر: نقع فرشاة أسنانك في غسول الفم أو محلول بيروكسيد الهيدروجين بتركيز 3% لبضع دقائق يمكن أن يقلل من الحمل الميكروبي. فقط لا تبالغ، فالنقع اليومي قد يتلف الشعيرات.
- استخدم معقمًا من الأشعة فوق البنفسجية: تستخدم هذه الأجهزة الأشعة فوق البنفسجية لقتل البكتيريا. على الرغم من أنها ليست ضرورية، إلا أنها قد تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
كذلك، تجنب استخدام غسالات الأطباق أو أفران الميكروويف لتنظيف فرشاة أسنانك، فهذه الطرق قد تتلفها ولم تثبت فعاليتها أكثر من الشطف والتجفيف بالهواء. إذا كنت تسافر كثيرًا، ففكر في استخدام حقيبة سفر جيدة التهوية تسمح بتجفيف فرشاتك بين الاستخدامات. ولا تنسَ تنظيف حامل فرشاة الأسنان. فهو من أكثر الأدوات التي تحمل الجراثيم في الحمام، وغالبًا ما يتم تجاهله. إن الشطف الأسبوعي بالماء الساخن والصابون يمكن أن يحافظ عليه نظيفًا.
فرشاة أسنانك ليست سوى جزء واحد من روتين نظافة فمك، ولكنها تلعب دورًا حاسمًا. وإهمال نظافتها أو استخدامها لفترة أطول من اللازم قد يُضعف جهودك في الحفاظ على صحة فمك. يرتبط سوء نظافة الفم بمجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسكري والتهابات الجهاز التنفسي وحتى الخرف. اعتبر فرشاة أسنانك أداة - وليست قطعة تركيب دائمة. فكما لا تستخدم قطعة قماش متسخة لتنظيف أطباقك، لا تستخدم فرشاة مليئة بالبكتيريا لتنظيف أسنانك. استبدالها بانتظام خطوة صغيرة ولكنها فعّالة نحو صحة أفضل. إذا كنت تعاني من النسيان، ففكّر في وضع. منبه ينبهك لتغيير فرشاة أسنانك كل ثلاثة أشهر أو الاشتراك في خدمة استبدال فرشاة الأسنان. حتى أن بعض الشركات تقدم فرش أسنان صديقة للبيئة بمقابض قابلة للتحلل الحيوي وشعيرات قابلة لإعادة التدوير، مما يُسهّل الحفاظ على نظافتك دون الإضرار بالبيئة. للعائلات، فكّروا في ترميز فرش الأسنان بالألوان لتجنب اختلاطها وتخزينها بشكل منفصل لمنع التلوث المتبادل. إذا كان لديكم حيوانات أليفة، فاحفظوا فرش الأسنان بعيدًا عن متناول اليد - فالكلاب تحب قضمها، وهذا مستوى جديد تمامًا من التلوث.
في النهاية، يجب أن تكون فرشاة أسنانك مصدرًا للنظافة - لا للتلوث. لذا، إذا مر وقت طويل منذ أن استبدلت فرشاتك، فانظروا جيدًا إلى شعيراتها. هل هي مهترئة أو متغيرة اللون أو متعبة؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد حان الوقت لتوديعها والترحيب ببداية جديدة لابتسامتك.
العلامة الوحيدة التي تدل على أن شخصًا ما يتمتع بذكاء عالٍ، وفقًا للعبقري الأدبي ليو تولستوي: أنه كان بارعًا في فهم الحالة الإنسانية.
طريقة مسؤولة للهندسة الجيولوجية للكوكب
عربات الترامواي الهندية الشهيرة تستعد للانطلاق نحو غروب الشمس في كالكوتا
مغامرة سفاري في سيرينغيتي: اكتشف الحياة البرية في تنزانيا
الصين تنشئ أول كوكبة من ثلاثة أقمار صناعية في العالم في منطقة الأرض والقمر من الفضاء
5 شخصيات عربية غيرت العالم
المواد الهندسية متعددة الخيوط (PAMs).
ثورة في علم المواد: مواد جديدة خفيفة كالستايروفوم ومتينة كالفولاذ الكربوني
5 كتب ضخمة تستحق وقتك
جبل مرة في دارفور : أعجوبة السودان الطبيعية










