كرة السلة في الأردن: التقاليد والشعبية والإحصائيات

ADVERTISEMENT

في المملكة الأردنية الهاشمية، لم تعد كرة السلة مجرد هواية، بل أصبحت علامة مميزة للطموح الرياضي والهوية الوطنية. من الملاعب الصاخبة في عمّان إلى المسارح الدولية لكأس العالم لكرة السلة، حققت كرة السلة الأردنية مسيرة رائعة. تتناول هذه المقالة تقاليد هذه الرياضة ونموها وشعبيتها والإحصاءات التي تظهر مدى التقدم الذي أحرزته هذه اللعبة في البلاد.

الجذور التاريخية والتقاليد:

على الرغم من أن كرة القدم لا تزال الرياضة المهيمنة في الأردن، إلا أن كرة السلة نمت بشكل مطرد، واكتسبت شعبية على مستوى القاعدة الشعبية، واعترافاً دولياً. أُدخلت هذه الرياضة في الثلاثينيات من القرن الماضي، وتأسس الاتحاد الأردني لكرة السلة في عام 1957، وهو نفس العام الذي انضم فيه الأردن إلى الاتحاد الدولي لكرة السلة.

شهدت العقود الأولى بنية تحتية محدودة، وتركز الأندية في عمّان، وإنجازات دولية قليلة. ولكن مع مرور الوقت، تشكلت التقاليد: منافسات الأندية، وبرامج تنمية الشباب، وطموحات المنتخب الوطني. بدأ مفهوم ”النجاح“ في كرة السلة - خاصة بالنسبة للاعبين الشباب - يصبح أكثر واقعية.

ADVERTISEMENT

ومن التقاليد البارزة التركيز على اللعب على مستوى الأندية منذ الصغر والبحث عن فرص دولية. ساهم وجود لاعبين أردنيين لعبوا في الخارج، أو مثلوا الأردن دولياً في تعزيز نمو هذه الرياضة وسمعتها.

الشعبية والثقافة:

تحظى كرة السلة في الأردن بشعبية كبيرة بين الشباب والمجتمعات الحضرية، وتحتل المرتبة الثانية بعد كرة القدم.

يلعب الوضع الحضري دورًا كبيرًا: الملاعب في عمّان ومدن أخرى، وسهولة الوصول إلى اللعبة، والثقافة البصرية لكرة السلة (السلة، والألعاب السريعة) تجعلها جذابة للأجيال الشابة. كما تعزز الأندية الهوية المجتمعية: الفرق المحلية، والمشجعون، والمنافسات - كلها عوامل تساهم في وجود ثقافي يتجاوز مجرد الرياضة.

وقد ساهمت التغطية الإعلامية والمشاركات الدولية في رفع مكانة هذه الرياضة. يتابع المشجعون مباريات المنتخب الوطني، ومع بدء تأهل الأردن للمشاركة في البطولات الدولية الكبرى، ازداد الاهتمام بهذه الرياضة. ساهم دوري كرة السلة الأردني ومسابقات الأندية ومباريات المنتخب الوطني في نمو هذا الاهتمام.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة Benis Arapovic على vecteezy

كرة السلة الأردنية – الطريق إلى النجومية

بالطبع، لا تزال هناك تحديات - الموارد والبنية التحتية خارج المدن الكبرى وضمان وصول أوسع - ولكن الاتجاه واضح: كرة السلة تنتقل من كونها رياضة متخصصة إلى رياضة بارزة.

الهيكل والتنظيم:

على المستوى التنظيمي، ساهمت عدة عوامل في قصة كرة السلة الأردنية:

الاتحاد الوطني والانتساب الدولي:

يتولى الاتحاد الأردني لكرة السلة إدارة هذه الرياضة على الصعيد المحلي.

• الأردن عضو في الاتحاد الدولي لكرة السلة، وتشارك المنتخبات الوطنية (الرجال والشباب) في المسابقات الإقليمية والعالمية.

نظام الدوري المحلي:

• الدرجة الأولى هي الدوري الأردني الممتاز لكرة السلة، الذي تأسس عام 1952.

• في موسم 2024-25، تنافست سبع فرق.

• الأندية البارزة: الأهلي والأورثودوكسي، وقد حصد كل منهما 25 بطولة، ما يدل على إرث الناديين.

ADVERTISEMENT

أبرز الأحداث الدولية والإحصائية:

فيما يلي الإحصاءات والإنجازات الرئيسية التي توضح مدى تقدم كرة السلة في الأردن:

1- إنجازات المنتخب الوطني:

• تأهل الأردن لكأس العالم لكرة السلة في أعوام 2010 و2019 و2023.

• على سبيل المثال: في تصفيات كأس آسيا 2025، هزمت الأردن فلسطين 73-46 بفضل أدائها المتميز في الربع الثالث، ما أظهر قدرتها التنافسية المتزايدة.

• على الرغم من أن الأردن لم تصل بعد إلى القمة على المستوى العالمي، إلا أن تأهلها المتكرر لكأس العالم يعد إنجازًا مهمًا للمنطقة.

2- الدوري المحلي والأندية:

• يتمتع الدوري الأردني بتاريخ طويل، وأندية ذات تراث عريق.

• هيكل الفريق لعام 2024-25: سبعة فرق متنافسة، ما يشير إلى وجود دوري احترافي فعال يتمتع بالاستمرارية.

3- مؤشرات الشعبية:

• تشير التقارير إلى وجود عشرات الآلاف من لاعبي كرة السلة، وتزايد مشاركة الشباب والسيدات. (حوالي ”50,000 لاعب“)

ADVERTISEMENT

• تساهم التغطية الإعلامية والمباريات الدولية في الداخل والخارج ومسابقات الأندية في زيادة ظهور هذه الرياضة.

الصورة بواسطة Benis Arapovic على vecteezy

التدريب المستمر سيأتي بنتيجة

أهمية قصة كرة السلة في الأردن:

هناك عدة أسباب تجعل صعود كرة السلة في الأردن محل اهتمام واسع:

1- تنمية الرياضة الإقليمية:

يوضح نمو كرة السلة في الأردن كيف يمكن للرياضات غير كرة القدم أن تزدهر في المنطقة العربية، ما يظهر مسارات بديلة لتنمية الرياضة ومشاركة الشباب.

2- الهوية والمشاركة الدولية:

بالنسبة للشباب الأردني، يمثل لعب كرة السلة ودعم أنديتهم أو منتخبهم الوطني وسيلة حديثة للتعبير عن هويتهم. تتيح المشاركات الدولية للأردن المشاركة على الصعيد العالمي من خلال الرياضة.

3- الربط بين الأندية والمجتمع:

تربط ثقافة الأندية في الأردن - على الرغم من أنها لا تزال في طور النمو - الرياضة بالفخر المدني والتضامن المجتمعي والتنافس المحلي، ما يعزز نمو الرياضة.

ADVERTISEMENT

4- مصادر المواهب والفرص:

مع استثمار الأردن في اللاعبين الشباب والمسابقات الدولية، فإنه يوفر مسارات لمسيرات مهنية دولية للرياضيين الأردنيين - وهذا أمر مهم للتأثير الاقتصادي والاجتماعي للرياضة.

5- تنويع الرياضة:

في منطقة تهيمن عليها كرة القدم، يظهر نجاح كرة السلة كيف يمكن لتنويع الرياضة أن يعزز الملامح الرياضية الوطنية ويمنح الشباب المزيد من الخيارات.

التحديات والخطوات التالية:

على الرغم من التقدم الملحوظ، لا تزال كرة السلة الأردنية تواجه تحديات رئيسية:

البنية التحتية خارج المدن الكبرى: تتركز معظم البنية التحتية القوية للأندية والدوريات في عمّان وربما إربد. ومن شأن توسيع الوصول إلى مناطق أخرى أن يساعد في توسيع قاعدة المواهب.

الاحتراف المستدام والدعم المالي: من أجل التطور والمنافسة على المستوى الدولي، تحتاج الأندية واللاعبون الأردنيون إلى تمويل مستقر ومرافق جيدة وتدريب عالي المستوى والتعرض الإعلامي.

ADVERTISEMENT

المنافسة مع الرياضات والموارد الكبرى: لا تزال كرة القدم والرياضات الأخرى تجذب جمهوراً أكبر وموارد أكثر؛ لذا يجب أن تواصل كرة السلة تعزيز جاذبيتها.

كرة السلة النسائية والتنوع: في حين اكتسبت كرة السلة الرجالية زخماً، فإن النمو الإضافي في كرة السلة النسائية وكرة السلة للشباب يمثل مجالاً واعداً.

الإنجازات الدولية: تأهلت الأردن إلى بطولات كبرى، لكن تحويل هذا الحضور إلى نجاح أكبر (مثل تجاوز مرحلة المجموعات) من شأنه أن يرفع من مكانة هذه الرياضة بشكل أكبر.

الصورة بواسطة Fotos على unsplash

كرة السلة النسائية في الأردن تتطور كثيرًا

الخاتمة:

قد لا تحتل كرة السلة في الأردن عناوين الأخبار عالمياً بعد، ولكنها تبني قصة مقنعة على الصعيد المحلي: رياضة ذات تقاليد غنية وشعبية متزايدة وأهمية دولية متنامية. منذ تأسيس الاتحاد الأردني لكرة السلة وحتى اليوم، حيث يشارك الأردن في كأس العالم ويحافظ على دوري محلي نشط، كانت الرحلة مهمة.

ADVERTISEMENT

بالنسبة للشباب الأردني، لا يمثل كرة السلة مجرد لعبة، بل طريقاً إلى الرياضة والمجتمع والهوية، وربما إلى فرص دولية. ومع استمرار تطور هذه الرياضة في الأردن، فإنها تعكس أكثر من مجرد منافسة رياضية، فهي تعكس طموحات أمة في حركة مستمرة.

toTop