الحرف اليدوية تعبر بشكل كبير عن تراث البلاد وثقافتها وهي إرث يتوارثه الأجيال لذا؛ ستجد أن معظم العاملين في مجال الحرف اليدوية قد ورثوا أسرار الصنعة من أجدادهم وقاموا بتطويرها. طرق تصنيع القطع اليدوية والآلات المستخدمة في ذلك تكون مرتبطة بشكل كبير بتراث البلد ويظهر ذلك في الزخارف المختلفة والنقوش التي تزين بها القطع وتجعلها تحفا فنية أصيلة وقيمة. وتعتبر القطع الفنية المصنعة يدويا غالية الثمن لما تتطلبه من مجهود كبير ووقت طويل أيضا. من أشهر الحرف اليدوية في وطننا العربي هي الفخار، السجاد، المشغولات الفضية والذهبية، المنسوجات، أشغال الإبرة مثل التريكو والكروشية والتطريز، المصنوعات الجلدية، المصنوعات النحاسية وغيرها من الحرف اليدوية التي توارثتها الأجيال وأدخلت عليها تقنيات حديثة. وتتضمن سطور هذا المقال حرفا يدوية تشتهر بها تونس وتتميز في تصنيعها. تعتبر تونس من الدول العربية الغنية بالحرف اليدوية مثل المنسوجات واللباس التقليدي والنقش على الخشب والجلد والسجاد والنحاسية وصناعة الحلي والمصوغات الفضية والخزف والفخار والبلور وغيرها الكثير من الحرف التي تفنن فيها الشعب التونسي الأصيل وطور من أصولها مع احتفاظه بأصول الصناعة المتوارثة من الأجيال السابقة.

1-الشاشية

الشاشية قبعة يرتديها الرجال وتصدر تونس ما يقارب 80 % من القبعات التي تصنعها وتختلف ألوانها وأحجامها، ستلاحظ أن التونسيين يرتدون اللون الأحمر منها بينما الليبيون يلبسون اللون الأسود. تعود الشاشية للأندلس حيث أحضر العرب هذه الحرفة معهم من أسبانيا في القرن الخامس عشر. أصبحت الشاشية جزء لا يتجزأ من الهوية التونسية، ويشعر المواطن التونسي أنها تمنحه وقارا. كانت الشاشيه تصدر للعديد من الدول العربية ولكن مع الحداثة وتغير نمط الزي في العديد من البلاد تخلت بعض الدول عن استيرادها.

تصنع الشاشية من الصوف المعالج بالصابون الأخضر والماء الساخن ليشكل شكل القبعة وتستخدم نبتة خشبية لتنعيم الصوف ثم صبغها وإن فضل البعض لونها الأصلي دون صباغة. ثم توضع على قالب وتكوى حتى تتشكل بشكلها المشهور. تمر الشاشية بعدة مراحل من التصنيع اليدوي حتى أن الصوف نفسه تحيكه السيدات بمنازلهن. كما يوجد شاشية نسائية أيضا ذات ألوان عديدة ويزينها حلي.

على الرغم من أن تلك الصناعة لم تعد رائجة كما كانت من قبل إلا أن الكثير من أصحاب تلك الحرفة يتمنون ألا تندثر لأنها تعبر عن الهوية التونسية بشكل كبير. أينما ذهبت في أي دولة في العالم وشاهدت من يرتدى الشاشية ستعرف أنه تم تصنيعها في تونس لا محالة.

2-السجاد

صورة من wikimedia
صورة من wikimedia

تتميز الكثير من الدول العربية بتصنيع السجاد كحرفة يدوية ولكن أينما ذهبت ستجد أن هوية وتراث كل دولة يصبغ السجاد المصنع بها بصبغة تراثية خاصة بها وحدها، سواء في التقنيات أو الزخارف والرسوم. يقوم أصحاب الحرفة بتنظيف وتجفيف الصوف وغزله لخيوط تقوم النساء بعدها بنسجها عل أنوال تقليدية في منازلهن أو في ورش صغيرة. يحاول التونسيون الاعتماد على الألوان الطبيعية للصوف وتجنب صبغه.

لأهمية تلك الحرفة بشكل كبير في تونس فإن السجاد المصنع يخضع لرقابة من لجنة خاصة تقرر مدى جودته وتختم القطع التي تجتاز مقاييس الجودة فقط. ستلاحظ في الأسواق التونسية اختلاف الأسعار بشكل كبير بين القطع المعروضة ولكن عندما تشاهد ختم الجودة على القطع غالية الثمن ستفهم لما تعد تلك القطع الأغلى.

وتعتبر مدينة القيروان من أشهر المدن التي تصنع السجاد اليدوي. يميل التونسيون لنسج السجاد بأشكال هندسية. وتشتهر تونس بالمرقوم وهو سجاد قصير الوبر والكليم والذي يعد لوح جدارية تستخدم بهدف الديكور وتستخدم فيها ألوان عديدة.

3-دبغ الجلود

يستخدم التونسيون جلود الماشية والأغنام والأفاعي والتماسيح في تصنيع العديد من المنتجات الجلدية بعد معالجة جلودها لتصبح أكثر مرونة وبالتالي، تتمتع بمتانة أكبر. ستلاحظ براعة تطريز الجلد وهو الذي يتميز به الحرفيون في تونس. وتستخدم الجلود في فن صناعة السرج وتصنيع الأحذية التقليدية والعادية والمحافظ النقود والحقائب والأحزمة وغيرها من المنتجات الشهيرة التي لا يجب أن يفوتك شراء أحدها عند زياراتك للأسواق التونسية. يوجد أسواقا خاصة للسراجين وكذلك للأحذية التقلديدية والتي تسمى "بلغة". ظهرت أيضا مصنوعات حديثة لمجارة التقدم مثل تصنيع الأدوات المكتبية الجلدية والحقائب الجلدية النسائية حديثة الطراز.

عادة ما يميل تجار الجلود لشراء كميات كبيرة من الجلود أثناء عيد الأضحى مما يوفر لهم كميات كبيرة بأسعار زهيدة جدا. ويعتبر جمع الجلود من المهن الموسمية التي يمكن للبعض العمل بها مدة عيد الأضحى على الأخص. وليمكنك استيعاب أهمية دبغ الجلود في تونس فيكفي أن تعرف أن تونس لديها أكبر مدبغة جلود في قارة أفريقيا. ومدينة مكنين تعتبر من أشهر المدن في دبغ الجلود

4-المصنوعات اليدوية النحاسية

صورة من wikimedia
صورة من wikimedia

تعتبر من أقدم الحرف اليدوية في تونس حتى أنها تعود للقرن الثالث عشر إلا أنها وصلت أوجها في القرن ال الثامن عشر. وتركزت بصفة خاصة في مدينتي تونس والقيروان. يعتبر سوق النحاسين في مدينة تونس حاملا لعبق التاريخ وتأصل تلك الحرفة في المجتمع التونسي.

وتعتبر الأواني النحاسية بصفة خاصة الصفراء المنقوشة بخيوط الفضة من أفضل الهدايا التذكارية التي يمكنك شراؤها عند زيارتك للأسواق التونسية. مثلها مثل الكثير من الصناعات تواجه تحديا كبيرا بسبب ندرة مواردها وظهور الأواني الحديثة وانتشارها. وتعتبر الآنية النحاسية من القطع المهمة التي تشتريها العروس التونسية قبل الزواج لاتباع التقاليد التونسية بتزيين المنزل بأوان نحاسية متعددة الأشكال. وعلي الرغم من الصيحات الحديثة إلا أن الأسر التونسية لا زالت تتبع تلك التقاليد.

  • الحيوانات
  • إدارة وأعمال
  • الثقافة
  • الطعام
  • أسلوب الحياة
  • علوم
  • تقينة
  • الرحلات والسفر

    الثقافة

      المزيد من المقالات