طرابلس : مدينة الأبواب السبعة والنفَس المتوسطي العريق

ADVERTISEMENT

تُعَدّ طرابلس، عاصمة ليبيا، من أقدم المدن الساحلية على البحر الأبيض المتوسط، وتحمل طبقات تاريخية وثقافية عريقة. أسّسها الفينيقيون في القرن السابع قبل الميلاد وسموها "أويا". لاحقًا ازدهرت تحت الحكم الروماني، وضُمّت إلى إقليم "تريبوليتانا"، أي "المدن الثلاث": أويا، لبدة، وصبراتة.

بعد الفتح الإسلامي، تحوّلت طرابلس إلى مركز حضاري نابض، شهدت فيه نموًا في البناء، وظهرت مساجد وأسواق جديدة. تعاقبت على المدينة سلسلة من الغزاة، من العثمانيين الذين تركوا آثارًا معمارية، إلى الإيطاليين الذين غيّروا في البنية العمرانية، ولا تزال معالم تغييرهم بارزة حتى اليوم.

ADVERTISEMENT

المدينة القديمة، أو "المدينة العتيقة"، تضم أزقة ضيقة وأسواقًا شعبية مثل سوق الصحن، ومباني تقليدية، فتصبح وجهة مفضلة لمن يهوى التاريخ والثقافة. يُعدّ متحف السرايا الحمراء من أبرز المواقع الثقافية، يعرض قطعًا نادرة من تاريخ ليبيا، ويظهر التأثير العثماني والإيطالي بوضوح.

في الجانب الحديث، تجمع طرابلس بين الأحياء العصرية والبنية التحتية المطورة، وتطل على البحر المتوسط بشواطئ مثل الكورنيش، فتصبح مكانًا مناسبًا للعائلات والزوّار. الأسواق المفتوحة والحرف اليدوية، مثل صناعة النحاس وتطريز الأزياء التقليدية، تُشكّل جزءًا من الحياة اليومية.

ADVERTISEMENT

تُقام في طرابلس فعاليات ثقافية، منها مهرجان طرابلس الدولي للفنون، وتقدّم المطاعم المحلية أطباقًا ليبية تقليدية مثل الكسكسي والبازين. تبدو طرابلس اليوم مدينة حية، تجمع بين الماضي العريق والحاضر المتجدد، فتصبح وجهة سياحية بارزة في شمال أفريقيا.

toTop