السفن لا تختفي في منطقة البحيرات العظمى في مثلث برمودا

ADVERTISEMENT

في خمسينيات القرن العشرين، ظهرت أسطورة مثلث برمودا، وهي منطقة في المحيط الأطلسي يُقال إنها تبتلع السفن والطائرات بطريقة غير مفهومة. وفقًا لخدمة NOAA، لا ترتفع نسب الحوادث في تلك المنطقة عن غيرها من الممرات الملاحية. مع ذلك، بقيت الأسطورة حية، وولّدت لاحقًا ادعاءات بوجود مناطق غامضة أخرى، مثل "مثلث البحيرات العظمى".

بدأ الحديث عن مثلث ميشيغان في عام 1975 كمزحة صحفية، بعد النجاح الكبير لكتاب "مثلث برمودا" الذي باع 14 مليون نسخة رغم أن المختصين انتقدوا اعتماده على معلومات غير موثوقة. وفي عام 1976 صدر كتاب يزعم وجود مثلث غامض في البحيرات العظمى يبتلع السفن والطائرات، يمتد من بنتون هاربور في ميشيغان إلى مانيتووك في ويسكونسن، ثم إلى لودينجتون. لم يحقق الكتاب انتشارًا واسعًا، لكن الأسطورة استمرت في الظهور خلال الجولات السياحية وقصص الأشباح في العقود التالية، خاصة بعد التسعينيات.

ADVERTISEMENT

يقول بريندون بايلود، رئيس جمعية الآثار تحت الماء في ويسكونسن، إن فكرة مثلث البحيرات العظمى خاطئة تمامًا. ويؤكد أن الباحثين يعرفون أماكن حطام السفن التي يُقال إنها اختفت في تلك المنطقة، إذ تم تسجيل كل السفن التجارية في البحيرات العظمى منذ عام 1812. ويعود سبب غرق معظم السفن إلى تصادم أو عواصف، وغالبًا ما تتركز الحطامات قرب الموانئ والممرات الملاحية، وليس داخل ما يُسمى "المثلث".

رغم أن بحيرة ميشيغان تحتوي على عدد كبير من حطام السفن، فإن السبب يعود إلى كثافة الحركة البحرية وليس إلى ظواهر خارقة. يرى بايلود أن التمسك بالأساطير دون الاعتماد على الحقائق يشوّه التاريخ، ويُخرج المآسي البشرية من سياقها الحقيقي. ويحذر من أن ترويج معلومات مضللة يُسيء إلى ضحايا الكوارث الحقيقية.

ADVERTISEMENT

لا تزال قصص الغموض مثل "مثلث برمودا" و"مثلث البحيرات العظمى" تجذب الناس، رغم أن التحقيقات العلمية لم تجد أي دليل على وجود قوى خارقة. وتستمر هذه القصص بسبب ميل الناس إلى الإثارة الغامضة، أكثر من اهتمامهم بالحقائق المدعومة بالأدلة.

toTop