الملحنون الكلاسيكيون العرب في القرن العشرين

ADVERTISEMENT

يشترك الملحنون الواردون في القائمة بصفة واحدة: لا يعرفهم الجمهور العربي، ولا تُسجّل أعمالهم أو تُوثّق. سبب ذلك يعود إلى ظروف تاريخية وثقافية جعلت الموسيقى الكلاسيكية تُعدّ ترفًا أجنبيًا، وليس تعبيرًا فنيًا مقبولًا في الثقافة العربية. رغم ذلك، أسّس هؤلاء موسيقى كلاسيكية عربية حديثة بجهودهم الخاصة، فكتبوا، علّموا، أداروا، وعزفوا.

حليم الضبع من أوائل التجريبيين؛ وُلد بالقاهرة في بيئة موسيقية شهدت لقاء الموسيقى الشرقية بالتجريب الغربي، مثل فاريزي وشونبيرج. في الأربعينيات، سجّل طقوس الزار الشعبية، وحوّلها لاحقًا إلى أعمال صوتية تجريبية مهدت لما سُمي لاحقًا "الموسيقى الملموسة"، وهي تقنية تستخدم التسجيلات الصوتية كمادة موسيقية. يُنسب اختراعها رسميًا إلى بيير شايفر، لكن تجارب الضبع سبقته، لكنها غُيّبت لأنها لم تحظَ بدعم نظري أو اعتراف غربي. بعد انتقاله إلى أمريكا، انضم إلى دائرة نيويورك التجريبية وعمل مع ملحنين كبار مثل جون كيج.

ADVERTISEMENT

توفيق سكر وُلد في طرابلس، وعاد إلى بيروت بعد تخرجه من معهد باريس، ليبدأ بناء البنية الموسيقية في لبنان من لا شيء. كرّس حياته لدمج التراث الشرقي من ترانيم مارونية ورباع عربي مع تقنيات التأليف الغربي مثل الكونتربوينت والهارموني. رغم محاولاته الجريئة مثل المتوالية اللبنانية لرباعي الوتريات، بقيت أعماله حبيسة محاولة توفيق الشرق والغرب نظريًا، دون أن تُحقق اختراقًا فنيًا يمنحها انتشارًا واسعًا.

صلحي الوادي وُلد في بغداد من أصول عراقية أردنية، وعاش في دمشق حيث أسس المعهد العالي للموسيقى، الأوركسترا السيمفونية الوطنية، ودار الأوبرا. كان عماد الحركة الموسيقية السورية الحديثة، حتى توفي فوق المسرح عام 2002. رغم أن صورته الأبوية غطت على تقييم أعماله، فإن مؤلفاته، المتأثرة ببارتوك، تقدم رؤية فنية غنية تعيد طرح سؤال تشكيل هوية الموسيقى العربية الحديثة في سياقات تاريخية وسياسية معقدة.

toTop