يُعدّ الفن من أسمى الطرق التي يعبّر بها الإنسان عن مشاعره، وقد تؤدي القوة الجمالية لبعض الأعمال الفنية إلى ردود فعل نفسية لدى البعض، تُعرف بمتلازمة فلورنسا أو متلازمة ستندال. يُصاب الأشخاص عند تعرضهم لأعمال فنية مؤثرة، فتظهر لديهم أعراض مثل تسارع ضربات القلب، الدوخة، الإغماء، الارتباك، أو حتى الهلوسة.
نشأ اسم المتلازمة من تجربة شخصية مرّ بها المؤلف الفرنسي ستندال عام 1817 أثناء زيارته لكنيسة سانتا كروس في فلورنسا، حيث تأثر عاطفياً بلوحات جدارية، أصيب على إثرها بنوبة انفعالية حادة وصفها لاحقاً في كتابه “نابولي وفلورنسا: رحلة من ميلانو إلى ريجيو”. لاحقاً، أطلقت الطبيبة النفسية الإيطالية غرازييلا ماغيريني اسم المتلازمة بشكل رسمي عام 1979، عندما لاحظت تكرار حالات شبيهة لدى سياح يزورون متحف أوفيزي بفلورنسا.
قراءة مقترحة
بين عامي 1977 و1986، سجّلت ماغيريني أكثر من 90 حالة في مستشفى سانتا ماريا نوفا، ودوّنت تجاربها في كتابها "متلازمة ستندال" عام 1989. صنّفت الحالات إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الأول يشمل أعراض ذهانية مثل البارانويا والهلوسة، والثاني أعراضاً عاطفية كالاكتئاب والقلق، والثالث يحتوي أعراضاً جسدية مرتبطة بالإنهاك والانفعال.
أشارت التقارير إلى أن 38 % من مرضى النوع الأول كانت لديهم خلفيات نفسية مسبقة، الأمر ذاته ينطبق على أكثر من نصف حالات النوع الثاني. في 2009، وثّق طبيب بريطاني حالة إصابة لرجل في السبعين من عمره تطوّر لديه ذهان عابر أثناء زيارة ثقافية لفلورنسا.
وطرحت نظريات تشير إلى أن عباقرة أمثال دوستويفسكي وبروست وحتى فرويد ويونغ عانوا من نوبات مشابهة. رغم كثرة التوثيق والدراسات حول متلازمة ستندال، فإنها لم تُدرج رسميًا ضمن "الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية". يُجري باحثون حاليًا في إيطاليا دراسات على الزوار لرصد تفاعلاتهم مع الأعمال الفنية، بهدف فهم الاضطراب بشكل منهجي ودقيق.
يتعلم الأطفال اللغة في وقت أبكر بكثير مما كنا نعتقد
مذهلة اليراعات الكهوف : نيوزيلندا توهج العالم تحت الأرض
استكشاف جمال موستار: دليل المسافر إلى البوسنة والهرسك
4 خطوات لتنظيم جدول الوجبات الأسبوعي
ماذا يمكننا أن نتعلم من "الناجين الخارقين" من السرطان؟
الجلابية: أيقونة الزي المصري التقليدي
شفشاون: المدينة الزرقاء التي تأسر القلوب
كيف يعزز الذكاء الاصطناعي اقتصاد قطر؟
سيدني: اكتشاف المدينة الساحرة وأبرز معالمها التاريخية
نداء الإنذار: التهديد الوشيك بانقراض الأشجار على مستوى العالم










