هل يمكن استرجاع الذكريات من دماغ إنسان ميت؟ العلماء يبحثون في هذا الاحتمال المذهل

ADVERTISEMENT

يتناول المقال مسألة استرجاع الذكريات بعد الوفاة، وهي فكرة تبدو خيالية، لكنها تُطرح بجدية في الأوساط العلمية. تُخزَّن الذكريات من خلال تفاعلات متشابكة بين الخلايا العصبية والمواد الكيميائية الناقلة والمشابك العصبية، وتتشكل في مناطق مثل الحُصين والقشرة الحديثة. تتنوع الذاكرة إلى قصيرة وطويلة، وعرضية ودلالية وإجرائية. يُقدّر عدد الخلايا العصبية في الدماغ بنحو 86 مليار خلية، وسعة الذاكرة تصل إلى 2.5 بيتابايت.

تثور تساؤلات حول بقاء الذكريات بعد الوفاة وهل تبقى كما هي أم تتلف. يُعد تحلل الأنسجة العصبية بسرعة عقبة كبيرة، رغم أن تقنيات التجميد العميق تهدف إلى حماية البُنى الضرورية لاسترجاع المعلومات. يرى بعض العلماء أن الذكريات تُحفظ في البُنى العصبية والأنماط الكيميائية الحيوية، لكن غياب النشاط الكهربائي بعد الوفاة يجعل هذا الاحتمال نظرياً حتى الآن.

ADVERTISEMENT

يشترك في هذا المجال عدد من التخصصات العلمية، من علم الأعصاب والذكاء الاصطناعي إلى الكيمياء الحيوية وعلوم الكم، وتُطوَّر أدوات مثل التصوير الوظيفي، ورسم خرائط التوصيلات العصبية، والمحاكاة الرقمية للدماغ. تهدف هذه الأدوات إلى تحليل الهياكل العصبية والتغيرات الكيميائية بحثاً عن طرق لاستخراج الذكريات المخزّنة.

أُجريت تجارب أولية، منها حفظ أدمغة بطريقة ناجحة إلى حد ما، وتجارب على ديدان خيطية أشارت إلى أن الذاكرة قد تُشفّر أيضاً عبر جزيئات مثل الحمض النووي الريبي. لكن تحديات مثل التحلل، تعقيد الشبكات العصبية، والقضايا الأخلاقية لا تزال قائمة، وتطرح أسئلة حول الخصوصية والهوية والوعي.

ADVERTISEMENT

يُرجّح أن يؤدي النجاح في هذا المجال إلى تطبيقات قانونية وتاريخية واسعة، بل وإلى نشوء اقتصاد جديد في استرجاع الذكريات. التطورات الحديثة تشمل محاكاة أنماط التفكير، وتحسين تقنيات التجميد، لكن قيود الحوسبة، الجوانب العاطفية للذكريات، والاعتبارات الأخلاقية تُشكل عقبات حقيقية. ومع ذلك، يُتوقع أن تلعب تقنيات مثل الحوسبة الكمومية والأحياء التركيبية دوراً حاسماً مستقبلاً، ويُعاد بذلك تعريف مفاهيم الوعي والهوية والذاكرة البشرية.

toTop