كوكب عملاق لاختبار حدود قابلية السكن

ADVERTISEMENT

ضمن البحث المستمر عن كواكب خارج المجموعة الشمسية، يبرز كوكب HD 20794 d كواحد من أبرز الاكتشافات. يبعد 20 سنة ضوئية فقط عن الأرض ويدور حول نجم يشبه الشمس. يتميز الكوكب بمدار بيضاوي غير عادي، يدخله جزءًا من سنته (التي تستغرق نحو 640 يومًا) إلى "المنطقة الصالحة للحياة"، ثم يخرج منها. التغير المنتظم في درجات الحرارة والظروف البيئية يطرح أسئلة جديدة حول إمكانية وجود حياة على كوكب يمر بتقلبات مناخية حادة.

يُعيد HD 20794 d صياغة فكرة "المنطقة الصالحة للحياة" التي كانت تُرتبط دائمًا بالمدارات الثابتة. عدم استقرار المدار يُظهر أن بقاء الكوكب داخل تلك المنطقة لفترة محدودة قد يكفي لدعم الحياة، إذا كان يمتلك غلافًا جويًا سميكًا أو محيطات قادرة على الاحتفاظ بالحرارة. يطرح بعض الباحثين احتمال أن تتكيف الحياة وتدخل طور خمول خلال الفترات الباردة والغير ملائمة. يتراوح مدار الكوكب بين 0.7 و1.5 وحدة فلكية، ما يجعله نموذجًا مناسبًا لدراسة حدود إمكانية الحياة في الفضاء.

ADVERTISEMENT

يُصنف HD 20794 d ضمن فئة "الأرض الفائقة"، أي أنه أكبر من الأرض وأصغر من نبتون، ويُرجح أن يكون سطحه صخريًا. حجمه الأكبر والجاذبية الأقوى تساعدان على الاحتفاظ بغلاف جوي، لكن قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع شديد في درجات الحرارة إذا كان الغلاف كثيفًا. تُشير دراسات إلى أن الحرارة الداخلية والنشاط الجيولوجي المرتفع - الناتج عن كتلة الكوكب - يساهمان في استقرار المناخ على المدى الطويل، ما يجعل من HD 20794 d بيئة جديرة بدراسة شروط استمرار الحياة.

منذ الإعلان عن اكتشافه في عام 2023، أصبح HD 20794 d محور اهتمام الباحثين كنموذج معقد وغني لفهم العلاقة بين التركيب الجيولوجي، مسار المدار، والغلاف الجوي. بفضل مراقبة مستمرة باستخدام أدوات مثل HARPS وESPRESSO، ومع اقتراب تشغيل تلسكوبات الجيل الجديد مثل جيمس ويب، يُعد الكوكب فرصة نادرة لدراسة ديناميكيات السكن في أنظمة شمسية أخرى.

toTop