في قلب الساحل الغربي لمدغشقر، وعلى بُعد كيلومترات قليلة من مدينة موروندافا، تمتد طريق ترابيّة ساحرة تُعرف باسم جادة أشجار الباوباب (Allée des Baobabs). هناك، تصطفّ أشجار عملاقة بجذوع منتفخة وتاجات تبدو وكأنها مقلوبة، لترسم لوحة طبيعية لا تشبه أي مكان آخر في العالم. الزائر لا يكتفي بجولةٍ بين الأشجار، بل ينغمس في أساطير محلية وشعور داخلي بالانبهار أمام عظمة الزمن.
تقع جادة الباوباب على الطريق الوطني RN8، وتربط مدينة موروندافا بـبلوني تسيريبهيينا، وتُعد من أبرز المعالم الطبيعية في منطقة مينابي.
تمتد الجادة حوالي 260 مترًا، وتتوزع على جانبيها نحو 25 شجرة باوباب من نوع Adansonia grandidieri، وهو الأكبر بين ستة أنواع متوطنة في مدغشقر.
المناخ استوائي جاف، يتّسم بموسمين:
قراءة مقترحة
موسم مطير من نوفمبر إلى مارس
موسم جاف من أبريل إلى أكتوبر، وهو الأنسب للزيارة
لا يتعلق الأمر بعدد الأشجار أو ضخامة جذوعها فحسب، بل بالانسجام البصري الذي تصنعه هذه الكائنات النباتية العملاقة على طول الطريق.
تتراوح أعمار الأشجار بين 500 إلى 800 عام، وترتفع لقرابة 30 مترًا. الجذوع الضخمة التي تخزن آلاف الليترات من الماء تساعدها على مقاومة الجفاف، وتجعلها رمزًا للبقاء والصبر في الثقافة المالاجاشية.
تشكّل الجادة بيئة غنية بالتنوع الحيوي:
يحكي سكّان المنطقة أن الإله "أندريامانيترا" عاقب الباوباب بسبب غرورها، فغرسها رأسًا على عقب، ولهذا تبدو وكأن جذورها في الهواء.
أما في الحكايات الشعبية، فتسكن الأرواح الطيبة داخل تجاويف جذوع الباوباب. السكان يقدمون القرابين الموسمية (عسل، حليب الزبو، نباتات برية) إكرامًا لهذه الأرواح.
هذه القصص تُشكّل عمقًا ثقافيًا يزيد من جمال التجربة، وتحفّز احترام الزوّار لهذا الإرث الطبيعي والروحي.
الأنشطة المقترحة:
الوقت المثالي:
من أبريل إلى أكتوبر، حيث يسهل التنقل، وتكون السماء صافية لالتقاط أفضل الصور.
أقرب مدينة هي موروندافا، ويمكن الوصول إليها عبر الطائرة من العاصمة أنتاناناريفو (مدة الرحلة: ساعة).
من موروندافا، تستغرق الرحلة إلى الجادة حوالي 45 دقيقة بالسيارة ذات الدفع الرباعي.
المنطقة تزدهر بمبادرات الضيافة المجتمعية:
بيوت طينية صديقة للبيئة مزودة بالكهرباء الشمسية
وجبات تقليدية تشمل:
أشجار الباوباب مهددة بفعل التغير المناخي وتوسّع الأنشطة الزراعية. لمواجهة ذلك، تنشط منظمات مدنية ومحلية في إعادة التشجير والتوعية البيئية.
كزائر، إليك بعض النصائح:
اليوم الأول:
اليوم الثاني:
في جادة أشجار الباوباب، تقف الطبيعة كأنها تحكي قصة عمرها قرون. كل شجرة هناك تُخبرك عن الزمن، وعن صراع البقاء، وعن ثقافة شعبٍ جعل من هذه الكائنات جزءًا من عقيدته وجماله. قد تدخل الجادة كسائح، لكنك تخرج منها محمَّلًا بحكاية، بروحٍ متصلة بعمق الأرض، وباحترام أكبر لما تمنحنا إياه الطبيعة دون مقابل.
اكتشف جمال وأصالة مدينة القيروان في تونس
تاريخ نظرية جسر بيرينغ البري
يوسف شاهين، رائد السينما المصرية
ثورة التشخيص عن بعد: كيف خفضت الورش الذكية تكاليف صيانة السيارة؟
قصة الرحلة الأخوية عبر الإمارات السبع وسلطنة عمان
لماذا يحظى الشاعر السوري المعاصر نزار قباني بشعبية كبيرة في العالم العربي؟
7 أشياء يعتقد جيل الألفية أنها غير مهمة
إعادة النظر في تجربة الخطمي الشهيرة: الأطفال أكثر ميلاً لتأخير الإشباع إذا وعدهم أقرانهم بالانتظار أيضاً
سارلاند: وجهة خفية لعشاق الثقافة والطبيعة على الحدود الفرنسية
١٢ تغييراً بسيطاً في روتين العناية الذاتية يُمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في صحتك