الجميع يفعلها تقريبًا — عندما يرن المنبه في الصباح، تضغط على زر الغفوة، وتعود إلى السرير لـ ”خمس دقائق أخرى فقط“. بالنسبة للبعض، تبدو تلك الدقائق الإضافية أروع فترة للنوم؛ بالنسبة للآخرين، تسبب لهم نعاسًا يستمر طوال الصباح. أصبح زر الغفوة جزءًا شائعًا من الروتين الحديث لدرجة أن الباحثين بدؤوا بدراسة آثاره عن كثب.
تستكشف هذه المقالة علم دورات النوم، وعلم نفس الغفوة، وفوائدها المحتملة، وعيوبها، واستراتيجيات الاستيقاظ بشكل أكثر فعالية.
اخترع زر الغفوة في منتصف القرن العشرين، وأُدمج بمنبهات في تلك الفترة، وسرعان ما أصبح شائعًا لأنه أعطى النائمين شعورًا بالسيطرة. يشعر الكثير من الناس أن تلك الدقائق الإضافية في السرير تسمح لهم بالبدء في يومهم بهدوء بدلاً من الاستيقاظ فجأة.
قراءة مقترحة
يعاني البعض من صعوبة الاستيقاظ
هناك بعض الأسباب الرئيسية التي تجعل الناس يعتمدون على الغفوة:
هو الشعور بالدوار والارتباك الذي يشعر به الكثير من الناس لدى استيقاظهم. يمكن لهذا الشعور أن يستمر من بضع دقائق إلى أكثر من ساعة. والغفوة تبدو طريقة لتقليله.
إذا انطلق المنبه في منتصف النوم العميق، فقد يكون الاستيقاظ صعبًا للغاية. قد يبدو وضع الغفوة طريقة لـ ”انتظار“ نوم أخف.
بالنسبة للكثيرين، يمنح وضع الغفوة وهمًا بالراحة الإضافية أو الانتقال اللطيف إلى اليقظة.
عندما تضغط على زر الغفوة، تكون فترات النوم القصيرة التي تحصل عليها بعد ذلك قصيرة جدًا بحيث لا تسمح لجسمك بالدخول في نوم عميق مجدد للطاقة. بدلاً من ذلك، تظل في مراحل نوم أخف. هذا النمط المتقطع يمكن أن يجعلك تشعر بالتعب أكثر مما لو كنت قد استيقظت على الفور.
تشير الدراسات إلى أن الغفوة قد تطيل بالفعل من خمول النوم، لأن دماغك ينتقل بشكل متكرر بين النوم واليقظة دون انقطاع تام. ونتيجة لذلك، قد يستمر الشعور بالدوار لفترة أطول في الصباح.
في كل مرة يرن المنبه، فإنه ينشط استجابة الجسم للإجهاد ”القتال أو الهروب“، ما يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في معدل ضربات القلب وضغط الدم. يمكن أن تؤدي المنبهات المتعددة المتتالية بسرعة إلى زيادة الإجهاد الصباحي بدلاً من تخفيفه.
قد يؤدي النوم المتكرر إلى إرباك الساعة البيولوجية لجسمك، خاصةً إذا كان ذلك يؤدي إلى عودتك إلى دورات النوم التي يقطعها المنبه بشكل متكرر. بمرور الوقت، يمكن أن يؤثر ذلك على جودة راحتك.
من المثير للاهتمام أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن النوم المتكرر ليس ضارًا تمامًا. وجدت دراسة أجريت في السويد عام 2022 أن الضغط على زر الغفوة لمدة 30 دقيقة لم يؤثر بشكل كبير على الأداء المعرفي أو المزاج خلال النهار. في الواقع، بالنسبة لبعض الأشخاص، قد تساعدهم الغفوة على الاستيقاظ تدريجيًا وتقليل خمول النوم مقارنة بالاستيقاظ فورًا بعد سماع صوت المنبه العالي.
لذلك، على الرغم من أن الغفوة قد لا توفر نومًا عالي الجودة، إلا أنها قد توفر دعمًا نفسيًا يجعل الصباح أقل إزعاجًا.
بالنسبة لأولئك الذين ينامون أقل من 7 ساعات بشكل مستمر، فإن وضع المنبه على وضع الغفوة يؤدي إلى تفاقم التعب. المشكلة الحقيقية هي قلة النوم، وليس زر الغفوة.
”الساهرون“ الذين يعانون من المنبهات المبكرة هم أكثر عرضة لوضع المنبه على وضع الغفوة وقد يعانون من آثار سلبية أقوى. أما ”الصباحيون“ (الأشخاص الذين يفضلون الصباح، والذين يستيقظون مبكرًا)، فهم أقل عرضة للحاجة إلى زر الغفوة.
قد يتعرض الأشخاص الذين يعانون من الأرق أو توقف التنفس أثناء النوم لأضرار أكبر بسبب الاستيقاظ المتقطع، لأن نومهم مضطرب بالفعل.
يحتاج البعض إلى التنبيه عدة مرات
إذا كان زر الغفوة يبدو كضرورة لا مفر منها في حياتك، فقد يكمن الحل في عادات نوم أفضل بدلاً من منبه أفضل. إليك بعض الاستراتيجيات:
الطريقة الأكثر فعالية لتقليل استخدام زر الغفوة هي التأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم في المقام الأول — عادةً ما بين 7 إلى 9 ساعات للبالغين. الذهاب إلى الفراش مبكرًا أكثر فاعلية من الضغط على زر الغفوة في الصباح.
يتأثر إيقاعنا اليومي بشدة بالضوء. يمكن أن تساعدك ساعات المنبه التي تعمل بنظام شروق الشمس أو فتح الستائر قبل النوم على الاستيقاظ بشكل أكثر طبيعية.
تجبرك هذه الحيلة الكلاسيكية على النهوض من السرير لإيقاف المنبه، ما يقلل من إغراء استخدام زر الغفوة.
بعض المنبهات تتحرك وتختبئ إذا ضغطت على زر الغفوة
تحاكي بعض تطبيقات المنبه أنماط الاستيقاظ الطبيعية من خلال البدء بأصوات خافتة يزداد ارتفاعها تدريجيًا، ما يساعدك على الانتقال برفق دون انقطاع.
إضافة شيء ممتع إلى صباحك - مثل البودكاست المفضل لديك أو جلسة تمرينات الإطالة أو طقوس تناول القهوة - يمكن أن يجعل الاستيقاظ أقل صعوبة.
الحكم ليس مطلقًا. بالنسبة لبعض الأشخاص، خاصة أولئك الذين ينامون جيدًا ولا يستخدمون زر الغفوة إلا لفترة قصيرة، قد لا تسبب هذه العادة ضررًا كبيرًا. في الواقع، قد تكون الغفوة طريقة غير ضارة للاستعداد ذهنيًا لليوم.
ولكن الأشخاص الذين يعتمدون على الغفوة كل صباح، غالبًا ما يشير ذلك إلى مشاكل أعمق لديهم: عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو سوء نوعية النوم، أو عدم انتظام الروتين اليومي. في مثل هذه الحالات، يصبح النوم القصير أحد أعراض مشاكل النوم بدلاً من أن يكون حلاً لها.
خمول النوم – عندما لا تستطيع النهوض من السرير
هل النوم القصير بعد سماع المنبه مفيد أم ضار بصحتك؟ الجواب يقع في مكان ما بين الاثنين. من غير المرجح أن يسبب النوم القصير من حين لآخر مشاكل كبيرة، وقد يسهل على البعض الانتقال إلى حالة اليقظة. لكن الاعتماد المفرط على زر الغفوة غالبًا ما يعكس - ويعزز - مشاكل النوم الكامنة، ما يؤدي إلى الشعور بالدوار والتوتر واضطراب الإيقاع.
في النهاية، مفتاح الاستيقاظ منتعشًا ليس استخدام زر الغفوة، بل ضمان أن يكون نومك طويلًا ومتسقًا ومجددًا للطاقة. إذا وجدت نفسك تضغط على زر الغفوة يوميًا، فقد حان الوقت لإعادة التفكير في عادات نومك. في فن الاستيقاظ الجيد، الوقاية خير من الغفوة.
دراسة على توأم تُظهر تأثير الفواكه والخضروات على الاكتئاب
الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي: الدليل الشامل لاختيار الأداة المناسبة
السيارات الذكية القابلة للتحديث: كيف تُغير البرمجيات تجربة المستخدم؟
الصين تبني شبكة كهرباء عالية الجهد
الثقافة اللبنانية: الموسيقى و المطبخ والرقص
أمورٌ عليك القيام بها في حياتك بعد الأربعين: الأمر لا يقتصر على الثراء، بل يتعلق أيضًا بالوضوح.
الذين يجدون المشاكل لا يقلون قيمة عن الذين يحلّونها
التعرض لضوضاء الطائرات مرتبط بتدهور وظائف القلب
سيسيطر الذكاء الاصطناعي على هذه الصناعات بشكل كامل بحلول عام 2026
تلمسان: لمسات تاريخية من الأندلس في الجزائر