سحر القمر: كيف يؤثر تأثير القمر على المد والجزر على الأرض

ADVERTISEMENT

يُعَدّ القمر السبب الأول في ظاهرة المد والجزر، وهي من أقوى الظواهر الطبيعية تأثيرًا على الأرض. ينشأ المد والجزر من جاذبية القمر التي تسحب المياه نحوه. أثناء دورانه حول الأرض، تُشد المياه إلى الجهة القريبة من القمر فتحدث المد، وفي الوقت نفسه يحدث مد آخر في الجهة المقابلة بسبب قوة معاكسة. يُسمى هذا المد العالي. أما الجزر فيحدث حين تضعف الجاذبية في أوضاع معينة.

لكن القمر ليس العامل الوحيد. تُضاعف الشمس من قوة المد حين تتجه الأرض والشمس والقمر في خط واحد. يؤثر أيضًا موقع الساحل، شكله، ضغط الهواء، الرياح، التيارات البحرية، والأنهار على ارتفاع المد أو انخفاض الجزر. حتى التغيرات المناخية مثل الاحتباس الحراري تُغيّر في الظاهرة.

ADVERTISEMENT

تتغير حركة المد والجزر مع الدورة الشهرية للقمر حول الأرض، إذ تتبدل مستويات المياه كل 29.5 يومًا. تؤثر أيضًا الدورة السنوية لدوران الأرض حول الشمس، فتشهد المناطق مدًا أقوى في الشتاء حين تكون الأرض أقرب إلى الشمس، ومدًا أخف في الصيف حين تبتعد.

تُحدث حركة المد والجزر تغييرات كبيرة في البيئة البحرية والكائنات الحية، إذ تُدفع المياه الغنية بالأوكسجين والعناصر الغذائية إلى الشعاب المرجانية وأعشاب البحر، فتزدهر الحياة فيها. تُبطئ أيضًا تآكل الشواطئ وتُنقي المياه من الشوائب.

استخدم الناس الظاهرة في الصيد وجمع المحار، إذ يُوقت الصيادون تحركاتهم حسب مواعيد المد. تستفيد السفن من التيارات الناتجة عن المد لتُسهّل إبحارها، وتُقام رحلات سياحية وفق مواقيت المد والجزر. كما تُحوّل محطات الطاقة البحرية حركة المياه إلى كهرباء نظيفة، فتُضيف إلى أهمية الظاهرة في دعم مصادر الطاقة المستدامة.

toTop