الآلهة ذات الفراء: الكشف عن أسباب تبجيل المصريين القدماء للقطط

ADVERTISEMENT

ارتبطت القطط في مصر القديمة بمكانة خاصة جداً، فأحبها المصريون حباً شديداً وجعلوها رموزاً روحانية وحراساً للحياة اليومية. لم تكن القطط مجرد حيوانات تُربى في البيوت، بل اعتُبرت كائنات لها قيمة دينية وزراعية، وكان إنقاذها أمراً مهماً حتى في أوقات الخطر. عندما تموت القطة، كانت الأسرة تدخل في حداد، تُظهره بحلق الحواجب حتى تنمو من جديد.

السبب الرئيسي لحب المصريين القدماء للقطط يعود إلى دورها الكبير في حماية المحاصيل من الفئران والثعابين، حيث نشأت علاقة تعاون بين الإنسان والقط. بدأت هذه العلاقة منذ نحو ١٠.٠٠٠ سنة حين بدأت القطط بالظهور قرب المزارع. مع مرور الوقت، أصبحت القطط حيوانات منزلية معروفة، لأنها تقتل القوارض وتؤمن الطعام.

ADVERTISEMENT

كان المزارعون والبحارة والتجار يأخذون القطط معهم إلى أماكن مختلفة، فانتشرت في أرجاء البلاد. نالت القط احتراماً تاماً، فحصلت على الطعام والمأوى، بينما استفاد الإنسان من حمايتها للطعام والمنزل من الحشرات والآفات.

أظهرت المعتقدات الدينية مقدار تقدير المصريين للقطط، فظهرت في القصص الدينية والرموز. مثلاً، اشتهرت الإلهة "باستت" بشكل نصف قطة ونصف امرأة، وعُبدت كحامية من الأمراض والشر، وارتبطت بالأنوثة والخصوبة. أقيمت لها احتفالات وبنيت مقابر لتكريم القطط المحنطة. كانت باستت أبرز مثال للقطط في الدين المصري.

ADVERTISEMENT

وصل حب المصريين للقطط إلى أقصاه في معركة بيلوسيوم سنة 525 ق.م، حين استخدم الفرس القطط كدروع لأنهم عرفوا أن المصريين لا يرضون عن إيذائها، فاستسلم المصريون. وضعت قوانين صارمة لحمايتها، منع تصديرها أو إيذائها، وعوقب من يقتلها بالموت حتى لو كان القتل غير متعمد. كما حُنطت القطط بعد الموت، وأحياناً دُفنت مع أصحابها تعبيراً عن الحب والاحترام.

من هذا التاريخ الطويل، يظهر حجم تقدير الحضارة المصرية القديمة للقطط، ليس فقط كحيوانات تُربى في البيوت، بل كرموز ثقافية ودينية نالت مكانة عالية في المجتمع.

toTop