أقدم آثار بشرية في العالم

يُرى الإنسان كائنًا يثير جدلاً واسعًا في تأثيره على البيئة المحيطة، ولا يقل الجدل حول كيفية نشأته وأصله. تستعرض المقالة أبرز الاكتشافات المرتبطة بأقدم الآثار البشرية، دون الإدلاء بحكم نهائي على دقتها التاريخية، مع الإقرار بأن الخلفيات الدينية والعلمية والثقافية تؤثر في تفسيرها.

في شمال إسبانيا، وُجدت داخل كهوف سييرا دي أتابويركا بقايا بشرية يعود تاريخها إلى 800 ألف سنة، أبرزها جمجمة غير مكتملة تُعد أقدم جمجمة بشرية معروفة، إضافة إلى أجزاء أخرى يُرجح أن عمرها يصل إلى 1.2 مليون سنة.

في جزيرة كريت اليونانية، عثر علماء عام 2002 على آثار أقدام بشرية يُقدر عمرها بأكثر من 6 ملايين سنة، وُجدت في صخور رسوبية تعود إلى فترة كانت فيها الجزيرة متصلة بالبر اليوناني وشمال إفريقيا.

في إنجلترا، اكتُشفت عام 2013 آثار أقدام بشرية في هايسبرو، يُرجح أن عمرها يبلغ نحو 800 ألف سنة، لتُصبح أقدم دليل مادي على وجود البشر في بريطانيا قبل أي اكتشاف سابق.

في إثيوبيا، عُثر عام 2013 على جزء من فك بشري يزيد عمره عن 2.3 مليون سنة، يربطه العلماء بهيكل "لوسي" المكتشف سابقًا، ويعتبرونه حلقة مهمة في سلسلة تطور الإنسان.

في المغرب، عثر باحثون عام 2021 على حلي قديمة مصنوعة من قواقع بحرية يُقدر عمرها بنحو 150 ألف سنة في مغارة بيزمون قرب الصويرة. تشير الحلي إلى احتمال استخدام رموز أو لغة رمزية لدى البشر الأوائل. وُجدت حلي مشابهة في الجزائر وفلسطين.

في عام 1976، قاد العالم ريتشارد ليكي فريقًا علميًا لاكتشاف هيكل "أومو كيبيش 1" في إثيوبيا، ويُعتقد أنه أقدم هيكل بشري كامل الجمجمة، يعود إلى أكثر من 230 ألف سنة.

أما "لوسي"، فهي بقايا هيكل أنثوي يعود إلى أكثر من 3.2 مليون سنة، وُجدت في منطقة عفر بإثيوبيا عام 1974، ويُعد من أبرز الاكتشافات في علم الحفريات الأنثروبولوجي.

وبغض النظر عن مدى دقة الاكتشافات، فإن الاطلاع عليها يعزز التفكير النقدي والتحليلي في التاريخ الإنساني القديم.