الحديث عن المال: ما المبلغ الذي يجب أن تتقاضاه؟

يُعد الراتب من أهم العوامل التي تؤثر على أداء الموظفين ورضاهم المهني، إذ يعزز الإحساس بأن الأجر منصف الإنتاجية ويزيد ولاء الموظف للمكان الذي يعمل فيه. لفهم ما يُعَدّ أجراً منصفاً، خذ بعين الاعتبار مهاراتك، مؤهلاتك، خبرتك العملية، وتكاليف المعيشة في المنطقة التي تعيش فيها.

دراسة الرواتب خطوة ضرورية قبل أن تبدأ البحث عن وظيفة أو تطلب زيادة. لا تُجَمِّع توقعاتك من رواتب الأصدقاء أو من راتبك الحالي، بل استخدم أدوات تحليل السوق مثل حاسبات الرواتب والاستبيانات. تلك الأدوات تمنحك ثقة أثناء التفاوض وتضمن أن العرض المقدم عادل؛ فتقدير خاطئ لقيمة راتبك يؤدي إلى رفض عروض جيدة أو قبول رواتب دون المستوى، وينعكس ذلك سلباً على مسارك الوظيفي.

التفاوض على الراتب أمر لا بد منه عند استلام عرض عمل، خصوصاً في الوظائف التي تُظهر أبحاث السوق وجود هامش واسع للتفاوض. أظهرت دراسة أجرتها CareerBuilder أن أكثر من نصف المتقدمين لا يفاوضون بسبب الخوف، فيخسرون مبالغ كبيرة على المدى الطويل. أصحاب العمل غالباً يعرضون رواتب أقل من الحد الأعلى الذي يستطيعون دفعه، لذلك يستحق الأمر المحاولة.

أفضل وقت تطلب فيه زيادة هو عادة بعد مرور عام على بدء العمل، وخصوصاً إذا أنجزت مشروعاً مهماً أو حققت هدفاً رئيسياً. قدّم الطلب قبل فترة مراجعة الأداء بوقت كافٍ ليتسنى للمديرين دراسة الحالة.

رغم أهمية التفاوض، توجد حالات يُفَضَّل فيها الإقلاع عن المطالبة بزيادة، مثل الحاجة إلى وظيفة مؤقتة أو عندما تُظهر ثقافة الشركة رفضها للمفاوضات. إلى جانب ذلك، فاوض على المزايا الأخرى إلى جانب الراتب، خصوصاً تلك التي تُعدَّل حسب الحاجة مثل ساعات العمل المرنة، الإجازات المدفوعة، وجدولة مراجعات الأداء.