جزر القمر (الكوموروس) دولة عربية؟

ADVERTISEMENT

جزر القمر تقع في المحيط الهندي بين مدغشقر وساحل موزمبيق. الدولة عبارة عن مجموعة جزر تضم ثلاث جزر رئيسية، وعاصمتها موروني. مساحتها صغيرة (1,659 كم²) وعدد سكانها لا يتجاوز 850 ألف نسمة حسب إحصاءات 2019. رغم ذلك، تحظى بمكانة ثقافية ودينية بارزة كونها الدولة الوحيدة في الجامعة العربية الواقعة جنوب خط الاستواء، والإسلام هو دينها الرسمي.

منذ القرن التاسع الميلادي، وصل تجار عرب من اليمن وعُمان إلى الجزر، وربطوها بشبكة التجارة البحرية الإسلامية التي كانت تمتد بين الشرق الأوسط وشرق أفريقيا. أصبحت الجزر محطة مهمة على هذه الشبكة، مما ساعد على انتشار التأثير العربي في التجارة والدين.

ADVERTISEMENT

في القرن العاشر، بدأ الإسلام يصل إلى الجزر، ومعه بدأ تحول ثقافي كبير. انتشرت المساجد والتعليم الإسلامي، وكان القرآن واللغة العربية أساس هذا التعليم. بحلول القرن الرابع عشر، أصبحت الشريعة الإسلامية جزءًا من الحياة الاجتماعية والسياسية، وتبنى الزعماء المحليون ألقابًا وأنظمة إسلامية.

استوطنت مجموعات عربية - خصوصًا من حضرموت وعمان - في الجزر، واختلطت بالسكان الأصليين الناطقين بلغة البانتو، مما أدى إلى تشكيل هوية قمرية تجمع بين الأصلين العربي والأفريقي. بقيت النخب القمرية على ارتباط وثيق بالعالم العربي، من خلال التعليم الديني وأداء فريضة الحج.

ADVERTISEMENT

رغم الاحتلال الفرنسي في القرن التاسع عشر، حافظت الجزر على طابعها الإسلامي والعربي. بعد الاستقلال عام 1975، أعلنت الدولة رسميًا التزامها بهذه الهوية، وانضمت إلى الجامعة العربية عام 1993، مما عزز علاقاتها مع السعودية والإمارات ومصر. تُستخدم اللغة العربية في التعليم الرسمي والديني، بينما تُستخدم الشيكوموري، وهي لغة محلية ذات جذور بانتوية وتأثير عربي، في الحياة اليومية.

جزر القمر اليوم نموذج للتداخل الثقافي بين العرب وأفريقيا. علاقاتها قوية مع دول الخليج، واقتصادها يعتمد على التحويلات المالية من الخارج والتعاون الإسلامي. ارتباطها الروحي والثقافي بالعالم العربي يمتد إلى أكثر من ألف عام.

toTop