الرقصة المعقدة للعواطف والمشاعر والحالات المزاجية: استكشاف شامل

ADVERTISEMENT

النفس البشرية شبكة مترابكة من العواطف والمشاعر والحالات المزاجية، تختلف تأثيراتها في يوميات الإنسان وسلوكه وتفاعلاته. يخلط كثير من الناس بين الكلمات الثلاثة، لكن علم النفس يرسم فروقاً واضحة؛ فهمها يُساعد على تحسين الصحة العقلية ورفع الذكاء العاطفي.

العواطف انفعالات سريعة تندلع لحظة مواجهة محفز معين، وتزول خلال دقائق أو ساعات، وترافقها تغيرات جسدية مثل خفقان القلب أو تعرق اليدين. تضم العواطف البسيطة: الفرح، الخوف، الغضب، الحزن، الاشمئزاز، المفاجأة، وتظهر في كل المجتمعات بنفس الصورة، بينما تتفرع المشاعر إلى تركيبات مثل الخجل أو الذنب، وتتغير باختلاف الثقافة والتنشئة.

ADVERTISEMENT

المشاعر نسخة شخصية من العاطفة، تُشكَّل من ذاكرة الإنسان ومعتقداته السابقة. يعيش اثنان لحظة خوف واحدة، لكن أحدهما يشعر بالذنب والآخر بالتحدي؛ السياق الفردي هو الذي يحدد التفسير. تبقى المشاعر أياماً أو أسابيع، ويصعب وصفها بكلمات قليلة، وتتأرجح مع حالة الجسم والذهن.

الحالة المزاجية ليست ردة فعل على حدث محدد، بل مناخ عاطفي يستمر ساعات أو أيام. تسرب إلى النظرة للعالم وتعدل السلوك دون أن يلاحظ الإنسان سببها. عدد ساعات النوم، نوع الطعام، الطقس، الدواء، الكافيين، كلها ترفعها أو تخفضها.

العاطفة تلد المشاعر، والمشاعر تغذي المزاج. حزن لحظي يمكن أن يتحول إلى مزاج كئيب يستمر حتى المساء، والعكس صحيح؛ ابتسامة صادقة ترفع المزاج وتليّن المشاعر.

ADVERTISEMENT

التمييز بين العاطفة والمشاعر والمزاج ركن في العلاج النفسي. المعالج المعرفي السلوكي يعلّم المرء كيف يسمي ما يجتاحه، ويضبط اندفاعه، ويعدل مزاجه. معرفة الأسماء تبني الوعي الذاتي، وتُحسّن العلاقات، وتُخفف وطأة الضغوط.

العواطف شرارة سريعة، والمشاعر قصة طويلة، والمزاج طقس يمكث. من يميز بينها يقرأ نفسه بدقة، ويعيش أيامه بمزيد من الراحة والوضوح.

toTop