المرابطون – صعودهم وتراجعهم وإرثهم الثقافي والحضاري في المغرب والأندلس

ADVERTISEMENT

ظهرت دولة المرابطين، وهي إمبراطورية أمازيغية إسلامية، في شمال إفريقيا خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر، وتركت أثراً عميقاً في المغرب العربي والأندلس. بدأت الحركة في قبائل صنهاجة، بقيادة عبد الله بن ياسين الذي دعا إلى الإصلاح الديني والعودة إلى الإسلام بصورته الأولى، فاستجاب له اتحاد لمتونة، فكوّن قاعدة صلبة للمرابطين.

في عهد يوسف بن تاشفين، اتسعت الدولة لتشمل أجزاء واسعة من شمال إفريقيا. أسس مدينة مراكش سنة 1062، وأصبحت عاصمة سياسية وثقافية. سنة 1086 خاض معركة الزلاقة، أوقف فيها التقدم المسيحي وأعاد توحيد المغرب والأندلس لوقت قصير، فعزز نفوذ المرابطين في شبه الجزيرة الإيبيرية.

ADVERTISEMENT

اعتمد المرابطون الفقه المالكي، طبقوا الشريعة الإسلامية، رفضوا البدع، وسعوا إلى تعزيز الأخلاق الدينية. اهتموا بالثقافة والعمارة، شيّدوا المساجد والمدارس، منها مسجد الكتبية، واتّصف فنّهم بمزيج من الأساليب الأمازيغية والعربية والأندلسية.

بلغت الدولة أقصى اتساعها في عهد يوسف بن تاشفين، ثم بدأت بالانحسار أواخر القرن الثاني عشر بسبب النزاعات الداخلية وظهور الموحدين. بعد زوالها، بقي إرث سياسي وديني واضح في نظام الحكم المركزي والهوية الإسلامية المغربية.

في الأندلس، كان تدخل المرابطين سبباً في إطالة الحكم الإسلامي بعد صد الحملة المسيحية. ساهموا في تبادل ثقافي نشط بين شمال إفريقيا والأندلس، وأثروا في الفن والعمارة، رغم أن آثارهم المعمارية كانت أقل وضوحاً هناك مقارنة بالمغرب.

ADVERTISEMENT

تشهد معالم مثل جامع القرويين في فاس والقبة المرابطية في مراكش على قوة العمارة المرابطية. يبقى أثرهم سياسياً ودينياً ومعمارياً، ويُعدّ جزءاً أساسياً في تاريخ الحضارة الإسلامية بشمال إفريقيا والأندلس، موضحاً ارتباط الإيمان بالقوة والطموح.

toTop