بلاد ما بين النهرين القديمة: مهد الحضارة البشرية

ADVERTISEMENT

نشأت حضارة بلاد ما بين النهرين، وهي من أقدم الحضارات، في الأرض المحصورة بين نهري دجلة والفرات. تلك الأرض تشمل اليوم العراق وأجزاء من سوريا وتركيا والكويت. خصوبة التربة والموقع الاستراتيجي وفّرا بيئة مناسبة لاستقرار المجتمعات وتطور الثقافة والتجارة، فأصبحت منطقة التقاء الحضارة المصرية والشامية والأناضولية.

مرّت المنطقة بفترات صعود وهبوط. بدأ السومريون بإنشاء مدن مثل أور وأوروك، ووضعوا الكتابة المسمارية، من أوائل أنظمة الكتابة. جاءت بعدهم إمبراطورية الأكاديين بقيادة سرجون الكبير، ثم بابل بقانون حمورابي، ثم آشور بجيشه القوي. تلك الشعوب طوّرت الأدب والعلوم والرياضيات، وخلفت تراثاً يمتد إلى اليوم.

ADVERTISEMENT

الزراعة كانت أساس الاقتصاد. أنظمة الري المتقدمة سمحت بزراعة القمح والشعير والتمور. مع الاستقرار، نشطت التجارة المحلية والخارجية عبر النهرين، وتبادل الناس المنسوجات والمعادن والأحجار الكريمة، وأُقرت أوزان ومقاييس موحدة. ظهرت مهن متخصصة في صناعة الفخار والمنسوجات والمعادن.

رغم زوال الدول، يبقى إرث بلاد ما بين النهرين فاعلاً في الشرق الأوسط اليوم. الآثار القديمة تستقطب الباحثين، رغم الضرر الناتج عن النزاعات. تقنيات مثل التصوير بالأقمار الصناعية والنمذجة ثلاثية الأبعاد تساعد في حماية المواقع.

ADVERTISEMENT

تاريخ بلاد ما بين النهرين لا يزال مصدر إلهام من خلال تجاربه في الإدارة والتخطيط الحضري والثقافة. الحفاظ على هذا التراث خطوة نحو فهم أعمق لماضي البشرية والاستفادة من إنجازاته في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

toTop