مرقد السيدة زينب: مزار مقدس ذو هندسة معمارية رائعة

ADVERTISEMENT

يقع مقام السيدة زينب قرب دمشق، وهو من أبرز الأماكن الدينية في سورية والعالم الإسلامي، خصوصًا بين الشيعة. السيدة زينب، حفيدة النبي محمد ﷺ وابنة الإمام علي وفاطمة الزهراء، عُرفت بإيمانها وصبرها وبطولتها بعد معركة كربلاء عام 680 م، حيث واجهت ظلم السلطة الأموية وسُجنت في دمشق، وألقت هناك خطابًا شهيرًا كشفت فيه الظلم الذي أصاب عائلتها.

تُحترم السيدة زينب على نطاق واسع كرمز لصمود آل البيت، ويحتل مقامها مكانة خاصة في قلوب المسلمين، وخصوصًا الشيعة. يعود بناء الضريح إلى العصور الوسطى، ويُرجح أنه أُقيم في القرن الثامن أو التاسع. ازداد الاهتمام بالمقام في العهد العثماني، حيث جرى ترميمه وتوسيعه لاستقبال عدد أكبر من الزوار، وهذا الاهتمام استمر حتى الآن.

ADVERTISEMENT

تدير عائلة مرتضى المقام منذ القرن الرابع عشر، ويضم قبور عدد من العلماء، مثل السيد محسن الأمين وعلي شريعتي الذي دُفن فيه طبقًا لوصيته. يُعد المقام محطة أساسية في الحج الإسلامي، خصوصًا في عاشوراء، حين يأتي آلاف الحجاج للمشاركة في الطقوس الدينية وتذكر بطولات كربلاء.

إلى جانب قيمته الدينية، يؤدي المقام دورًا ثقافيًا واجتماعيًا، ويوفر جوًا روحيًا يعكس تراث الإسلام الأصيل. يُعد أيضًا مكانًا حيويًا للتعبير عن الهوية والانتماء، ويظهر ذلك بوضوح في فعالياته وصلواته واحتفالاته الدينية المستمرة.

اليوم، يواصل المقام استقبال الزوار رغم التحديات، مع أعمال صيانة وترميم تُجرى للحفاظ على بنيته التاريخية. أصبح رمزًا عالميًا للإيمان والمقاومة، ويعبّر عن روح الإسلام الأصيلة وعن قيم الصبر والعدل التي مثّلتها السيدة زينب في مواجهة الظلم. يُعد مقام السيدة زينب من أبرز المعالم الدينية في سورية، وأكثرها استقطابًا للزوار من الشرق الأوسط وخارجه، ويُعتبر مركزًا للنور الروحي والهوية الإسلامية.

toTop