مثلث برمودا: لماذا تختفي فيه الطائرات والسفن؟

ADVERTISEMENT

يقع مثلث برمودا، المعروف أيضًا باسم مثلث الشيطان، في شمال المحيط الأطلسي بين فلوريدا، برمودا، وجزر الأنتيل الكبرى. يُروى أن أكثر من 50 سفينة و20 طائرة اختفت في تلك المنطقة، وبعضها فُقد دون إرسال نداء استغاثة، أو وُجد فارغًا من طاقمه. بدأ الحديث عن تلك الظواهر في منتصف القرن التاسع عشر، لكن الاهتمام العام تزايد بعد مقال في صحيفة ميامي هيرالد عام 1950، ثم مقال آخر في مجلة "فيت" عام 1952 تناول اختفاءات عديدة منذ الحرب العالمية الثانية.

رغم شهرته، شكك باحثون في صحة ما يُقال عن مثلث برمودا. لاري كوشي، في كتابه "لغز مثلث برمودا: الحل" (1975)، رصد تناقضات في الروايات وكشف أخطاء، مثل وقوع بعض الحوادث خارج حدود المنطقة أو المبالغة في عدد السفن المفقودة. لاحظ أن بعض ما وُصف بالاختفاء الغامض سببه عوامل طبيعية أو بشرية معروفة، وأن التغطية الإعلامية تجاهلت ظروفًا كالعواصف، ما زاد من الطابع الغامض.

ADVERTISEMENT

تنوعت التفسيرات لما يُروى عن مثلث برمودا. نسب البعض الظواهر إلى قوى خارقة، مثل تكنولوجيا أتلانتس الأسطورية، أو وجود كون موازٍ يشوه الزمان والمكان، أو حتى كائنات فضائية. ورغم جاذبية تلك النظريات، لم يُقدم دليل علمي يؤيد أيًا منها.

أما التفسيرات العلمية فتشمل ظواهر مثل تغير اتجاه البوصلة بسبب الفرق بين الشمال الجغرافي والمغناطيسي، وتأثير تيار الخليج الذي يجرف الحطام، والطقس العنيف كالأعاصير المدارية. يُشار أيضًا إلى احتمال وجود فقاعات ناتجة عن هيدرات الميثان في أعماق البحر تقلل كثافة الماء وتؤدي إلى غرق السفن دون ترك أثر، إضافة إلى الأخطاء البشرية في الملاحة.

ADVERTISEMENT

وفي دراسة أجراها الصندوق العالمي للطبيعة عام 2013 لم تُدرج منطقة برمودا ضمن أخطر عشرة مواقع للملاحة البحرية في العالم. ووفقًا للبيانات، لا يوجد دليل يُظهر أن معدل الحوادث فيها أعلى منه في بقية محيطات العالم، ولا يزال الطيارون والبحارة يعبرونها بانتظام دون مواجهة مشكلات.

toTop