لماذا يوجد هذا العدد الكبير من اللبنانيين في السنغال؟

ADVERTISEMENT

بدأ وجود اللبنانيين في السنغال في القرن التاسع عشر. الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة في لبنان، خصوصًا في الجنوب، دفعت عددًا من اللبنانيين للبحث عن فرص جديدة. معظمهم ذهب إلى الأمريكتين، لكن بعضهم استقر في غرب أفريقيا، ومنها السنغال. الشبكات الفرنسية الاستعمارية ساعدت على تسهيل هجرتهم، وازدادت أعداد المهاجرين بعد خضوع لبنان للانتداب الفرنسي.

استقر اللبنانيون في مدن مثل داكار وسانت لويس. بدأوا كباعة متجولين وتجار صغار، ثم توسعوا إلى تجارة الجملة والعقارات والاستيراد والتصدير. نجحوا بفضل ترابطهم العائلي، وقدرتهم على مواكبة تغيرات السوق، وتحدثهم بلغة محلية مثل الولوفية إلى جانب العربية والفرنسية، ما ساعدهم على بناء شبكات اقتصادية ناجحة رغم التحديات.

ADVERTISEMENT

اجتماعيًا، حافظ اللبنانيون على حيادهم خلال الحركات المناهضة للاستعمار، ما عزز مكانتهم في المجتمع السنغالي. اندمجوا تدريجيًا، فانتشرت حالات الزواج المختلط، وتبنى كثير منهم ثقافة البلد دون التخلي عن جذورهم، واحتفلوا بتراثيهما معًا. الهوية اللبنانية السنغالية تعكس هذا التعايش في الدين واللغة ونمط الحياة.

يُقدّر عدد اللبنانيين في السنغال اليوم بين 20,000 و30,000. يعملون في الاقتصاد، خصوصًا في التجارة. رغم ظهور منافسين جدد مثل الصينيين والأتراك، تبقى مؤسسات لبنانية صامدة بفضل التكيف والابتكار. يبرز جيل جديد من اللبنانيين السنغاليين في الطب والسياسة والفنون، ويساهم في التنمية من خلال العمل الخيري والمبادرات المدنية، مجسدين قصة مميزة من الهجرة والانتماء والتكامل في قلب أفريقيا.

toTop