صعود وسقوط الإمبراطورية العثمانية

ADVERTISEMENT

نشأت الإمبراطورية العثمانية من قبائل تركية في الأناضول حوالي عام 1300، بقيادة عثمان الأول، وامتدت خلال القرنين 15 و16 لتصبح من أقوى الدول في العالم. سيطرت على مساحات شاسعة من جنوب شرق أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واستمرت لأكثر من 600 عام حتى انهيارها في 1922، عندما تأسست الجمهورية التركية.

حملت الإمبراطورية اسم مؤسسها، وتوسعت بسرعة بفضل موقعها بين آسيا وأوروبا، وجيش الإنكشارية القوي، وسياسة الفتح. أبرز المحطات كان فتح القسطنطينية عام 1453، بقيادة السلطان محمد الفاتح، لتصبح إسطنبول عاصمة الإمبراطورية.

ADVERTISEMENT

بلغت الإمبراطورية العثمانية أوجها في عهد السلطان سليمان القانوني (1520-1566)، حيث امتدت من أوروبا الوسطى إلى الخليج العربي، وهيمنت على البحر المتوسط، وشهدت نهضة في الفنون والقانون. ومع ذلك، بدأت عوامل التراجع بالظهور لاحقاً.

تضمنت أسباب سقوط الإمبراطورية التحديات الاقتصادية بعد اكتشاف الأوروبيين طرق تجارية بحرية جديدة، والركود العسكري بسبب فساد الإنكشارية، والضعف الإداري، والتأخر في التحديث. لعبت القوة المتنامية للدول الأوروبية والحركات القومية دوراً حاسماً.

كانت معركة فيينا عام 1683 بداية الانحدار، وتبعتها معاهدة كارلوفيتز (1699) التي فرضت خسائر إقليمية كبيرة. رغم محاولات الإصلاح في القرن التاسع عشر، عاد التضعضع. وأدى دخول الحرب العالمية الأولى وانضمام الإمبراطورية إلى قوى المركز، إلى سقوطها النهائي، خاصة بعد حرب الاستقلال التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، وإنشاء الجمهورية التركية عام 1923.

ADVERTISEMENT

ورغم الانهيار، بقي إرث الإمبراطورية العثمانية راسخًا في الثقافة، والفنون، والحدود السياسية، ونموذج التعددية الدينية، مما يعكس أهمية التحديث والتكيف في استمرارية الدول.

toTop