في زمن تغلب فيه الصورة على الكلمة، تبرز "ليالي الدوحة" كمهرجان شعري يعيد للقصيدة العربية مكانتها، ويُبرهن أن الشعر، رغم مرور القرون، لا يزال ينبض بالحياة ويملك القدرة على التأثير، والإلهام، والتغيير.
تُعدّ ليالي الدوحة مهرجانًا سنويًا تنظمه وزارة الثقافة القطرية بالشراكة مع مؤسسات أدبية وإعلامية مرموقة، وتستضيف خلاله شعراء من مختلف المدارس والتيارات الشعرية في العالم العربي، في احتفالية تستمر عدة أيام تُعقد فيها أمسيات شعرية، ندوات فكرية، وورش عمل أدبية.
هو مهرجان شعري كبير يُقام كل سنة في العاصمة القطرية الدوحة، يشارك فيه شعراء من قطر ومن دول عربية كثيرة. يجتمعون في أمسيات شعرية، كل واحد يقرأ قصيدته قدّام جمهور يحب الشعر ويتفاعل معاه.
المهرجان مو بس للشعراء الكبار، حتى الشباب الجدد يُعطَون فرصة يقرؤون قصائدهم، ويشاركون مشاعرهم وأفكارهم. الجو هناك مليان حماس، تصفيق، وإحساس جميل إن الشعر ما زال حي في قلوب الناس.
قراءة مقترحة
ليالي الدوحة لا تقتصر على الشعر القطري فقط، بل تجمع شعراء من السعودية، عمان، الإمارات، العراق، السودان، مصر، المغرب، وغيرها من الدول العربية. هذا التنوع الجغرافي يخلق فسيفساء ثقافية غنية، حيث تتلاقى القصيدة النبطية مع العمودية، وتتجاور القصائد الحرة مع الشعر الموزون، في مشهد يليق بثراء اللغة العربية.
واحدة من سمات المهرجان المميزة هي التوازن بين الشعر الفصيح والنبطي، مما يجذب جمهورًا واسعًا يتنوع بين عشاق القصيدة التقليدية والقصيدة الحديثة.
كل ليلة من ليالي المهرجان تحمل عنوانًا مختلفًا وموضوعًا مخصصًا، مثل "قصيدة الوطن"، "أصوات نسائية في الشعر"، أو "الشعر في زمن التحولات". يبدأ الحفل بعزف موسيقي عربي تراثي، ثم يتوالى الشعراء على المنصة لإلقاء قصائدهم وسط تفاعل حي من الجمهور.
وما يميز هذه الأمسيات هو حضور العائلات، وطلاب الجامعات، وحتى كبار السن، مما يخلق حالة نادرة من التواصل الثقافي بين الأجيال.
المهرجان يحرص على تسليط الضوء على الأصوات النسائية الشعرية. فقد شاركت فيه أسماء كبيرة مثل الشاعرة روضة الحاج من السودان، ونورا المطيري من السعودية، وهنادي آل خليفة من قطر. هذه المشاركات تعكس تطور حضور المرأة في المشهد الشعري العربي، ليس فقط كشاعرة، بل كمفكرة وناقلة للواقع بأسلوب أدبي.
بجانب الجماليات، حملت قصائد المهرجان في بعض الليالي همومًا كبرى. تحدّث شعراء عن قضايا اللاجئين، الهوية، فقدان اللغة، والانتماء. فالقصيدة هنا ليست مجرد ترف لغوي، بل وسيلة للتعبير عن واقع متغير، ومكان لرسم أمل جديد.
حرصت الجهات المنظمة على بث الفعاليات مباشرة عبر الإنترنت، مع ترجمة فورية لبعض الأمسيات للشعراء غير العرب. كما تم إطلاق هاشتاقات مثل #ليالي_الدوحة و#مهرجان_الشعر، مما جعل القصائد تنتقل من صالة العرض إلى هواتف المتابعين في مختلف الدول.
كذلك أُتيحت منصة للمواهب الشابة، حيث يُمكن لشعراء دون سن 25 عامًا أن يلقوا قصائدهم أمام لجنة من الشعراء الكبار، ما شجع على ظهور أصوات واعدة.
من الفعاليات اللافتة ضمن المهرجان ورش بعنوان "كيف تُكتب القصيدة؟"، و"التحليل الشعري الحديث"، و"تأثير الشعر على الرواية"، التي أدارها نقاد ومبدعون من الطراز الرفيع. هذه الورش تفتح الباب أمام من يرغب في دخول عالم الشعر، أو تطوير أدواته اللغوية والإبداعية.
ليالي الدوحة ليست مجرد مهرجان، بل هي احتفال باللغة والهوية والجمال. هي مساحة تُعلي من شأن الشعر كقوة ثقافية قادرة على جمع المختلفين، وتحريك الوجدان، وإحياء الذاكرة العربية. وبين أبيات القصائد وأصوات الشعراء، نكتشف أن القصيدة ما زالت حيّة… تنبض بصدق الكلمة، وتحلّق في سماء المعنى.
هل الشكل الكرويّ هو الشكل الوحيد المسموح به للكواكب؟
8 طرق مجربة لرفع مهارات التواصل لديك إلى المستوى التالي
تعزيز السلامة عبر تكنولوجيا الاتصالات في السيارات الحديثة
هل تصلح أساليب تربية الأطفال القديمة لتربية طفل جيل ألفا؟
أفضل 5 أماكن أثرية سياحية في لبنان
هل هناك أكثر مما ينبغي من النشرات العلمية؟
بعض الطرق لمواءمة عالمك الداخلي مع الشخص الذي تقدمه للآخرين
سيبيو: رحلة إلى مدينة الثقافة والجمال في رومانيا
5 نقاط من الخدع والنصائح لسياحة أقل تكلفة
تحديات التعامل مع البنوك الإلكترونية: الأمن والموثوقية في العصر الرقمي










