اكتشاف تاريخي في الأردن يُبرز امتداد الحضارة المصرية

ADVERTISEMENT

شهد الأردن مؤخرًا اكتشافًا أثريًا هامًا في محمية وادي رم، حيث وُجد نقش فرعوني يعود إلى رمسيس الثالث، أحد أقوى حكّام مصر في المملكة الحديثة. النقش، المحفور على جدار صخري جنوب شرق المحمية، يحتوي على خرطوشتين تحملان اسمه الملكي واسمه عند الميلاد، وهو الوحيد من نوعه المكتشف في الأردن حتى الآن.

رمسيس الثالث، الذي حكم بين ١١٨٧ و١١٥٦ قبل الميلاد، واجه تحديات كبيرة في بداية حكمه، من أبرزها غارات شعوب البحر التي هددت حدود مصر الشمالية. ومع ذلك، سعى إلى توسيع نفوذ مصر وتأمين سيطرتها على طرق التجارة التي تمر عبر جنوب بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، مستفيدًا من الموارد الغنية كالنحاس الموجود في المنطقة التي تُعرف اليوم بجنوب شرق الأردن.

ADVERTISEMENT

وجود النقش في وادي رم، وهو موقع استراتيجي على طرق التجارة القديمة، يعكس أهمية المنطقة بالنسبة للمصريين القدماء. إذ تُظهر نقوش مشابهة وُجدت سابقًا في سيناء، وإسرائيل، وتيماء في السعودية، خروج الحملات المصرية إلى عمق الجزيرة العربية. ويعزز النقش الجديد الفرضية التاريخية التي تشير إلى النفوذ المصري الواسع في العصور القديمة.

أشرف على التوثيق علماء آثار أردنيون بالتعاون مع خبراء مصريين، أبرزهم زاهي حواس. وأكدت وزارة السياحة الأردنية أهمية الاكتشاف في تعزيز فهم الروابط الحضارية بين مصر القديمة ومنطقة شبه الجزيرة العربية. ودعا الباحثون إلى إطلاق مهمة تنقيب جديدة، لاستكشاف مزيد من الآثار في المنطقة، في خطوة تعزز من قيمة الأردن كمركز تواصل حضاري منذ آلاف السنين.

toTop