button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

اكتشاف تاريخي في الأردن يُبرز امتداد الحضارة المصرية

ADVERTISEMENT

من مصر إلى شمال بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، لا تزال آثار الفتوحات المصرية القديمة تُكشف من خلال الاكتشافات الأثرية الكبرى. ومؤخرًا، عُثر على رمز مرتبط بفرعون مشهور في محمية طبيعية بالأردن. في العصور القديمة، تحوّل حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى إلى مراكز ثقافية وسياسية وعسكرية رئيسية. ويمكن رؤية أدلة على فتوحات المصريين واليونانيين والسومريين في العديد من الآثار التاريخية. والآن، يُضاف اكتشاف جديد إلى التراث القديم الغني للأردن. ففي محمية وادي رم، جنوب البتراء، اكتشف علماء الآثار نقوشًا على جدار صخري. وسرعان ما حدد الخبراء هذه العلامة على أنها تعود لفرعون مشهور من المملكة الحديثة، حكم منذ أكثر من 3000 عام.

صورة بواسطة Unknown author على wikipedia

حروب رمسيس الثالث الطويلة في بلاد الشام

ADVERTISEMENT

النقش الموجود في وادي رم هو خرطوشة تُنسب إلى الفرعون رمسيس الثالث، أحد أبرز حكام المملكة الحديثة. اعتلى العرش عام ١١٨٤ قبل الميلاد. شكّل عهده نقطة تحول مهمة في تاريخ مصر القديمة. فبعد توليه السلطة بفترة وجيزة، واجهت مصر ركودًا اقتصاديًا، وزعزعت غارات شعوب البحر استقرار العديد من الولايات التي كانت خاضعة لسيطرتها. وصل هؤلاء الغزاة من شمال بلاد الشام، ونهبوا العديد من مدن المنطقة. في هذا الوقت، بدأ رمسيس الثالث عامه الثامن من الحكم. وُصفت هذه الصراعات في المعبد الجنائزي الذي بناه رمسيس الثالث في مدينة هابو.

رمسيس الثالث ومنطقة وادي رم

حكم رمسيس الثالث، الفرعون الثاني للأسرة المصرية العشرين، من حوالي ١١٨٧ إلى ١١٥٦ قبل الميلاد. في عهده، كانت المنطقة المعروفة الآن بجنوب شرق الأردن غنية بالنحاس، الذي اعتمد عليه المصريون القدماء في صنع الأدوات والأسلحة والأصباغ وغيرها من السلع. ولا شك أن موقع وادي رم على طول طرق التجارة المهمة كان ذا أهمية كبيرة لرمسيس الثالث، الذي سعى إلى تأمين السيطرة المصرية على طرق التجارة والموارد. في ذلك الوقت، كانت تُنقل مجموعة واسعة من البضائع، من التوابل إلى المعادن، عبر منطقة وادي رم إلى مصر. ومن الجدير بالذكر أنه عُثر على خراطيش أخرى متعلقة برمسيس الثالث على طول طرق التجارة المصرية القديمة. في سبعينيات القرن الماضي، عُثر على نقش مماثل يشير إلى سيطرة رمسيس الثالث على مصادر المياه والطرق على طول الحدود المصرية الإسرائيلية الحالية. وفي عام ٢٠١٠، عُثر على خراطيش مزدوجة أخرى على واجهة صخرية بالقرب من تيماء في المملكة العربية السعودية الحالية.

ADVERTISEMENT
صورة بواسطة Tom Corser على wikipedia

ترك أثر

من بين النقوش العديدة المنتشرة في وادي رم، يظهر نقشٌ يحمل خرطوشتين، إحداهما تحمل اسم ميلاد رمسيس الثالث والأخرى تحمل اسمه الملكي. وصرحت لينا عناب، وزيرة السياحة والآثار الأردنية، قائلةً: "يُعدّ هذا اكتشافًا تاريخيًا يُعزز فهمنا للروابط القديمة بين مصر والأردن وشبه الجزيرة العربية". وقد اكتُشفت نقوشٌ أخرى لرمسيس الثالث خارج مصر، محفورة على طول طريق تجاري طويل يربط مصر بشبه الجزيرة العربية. وقد ساعدت هذه النقوش علماء الآثار على تحديد مسار الطريق نفسه، حيث عُثر على العديد من الخرطوشات في جميع أنحاء سيناء وإسرائيل، وواحدة جنوبًا في تيماء بالمملكة العربية السعودية. ويُمثل نقش وادي رم، الواقع بالقرب من الحدود بين الأردن والسعودية، علامةً أخرى على هذا الطريق. وفقًا لزاهي حواس، وزير السياحة والآثار المصري الأسبق، فإن "هذا الاكتشاف بالغ الأهمية. فقد يفتح الباب أمام فهم أعمق لتفاعلات مصر مع جنوب بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية منذ أكثر من 3000 عام".

ADVERTISEMENT

يُظهر الاكتشاف كيف "وسّع رمسيس الثالث نفوذ مصر خارج حدودها".

حُفر النقش على صخرة جنوب شرق محمية وادي رم جنوب الأردن، بالقرب من حدود المملكة العربية السعودية. يحمل النقش خرطوشتين ملكيتين: إحداهما تحمل اسم ميلاد رمسيس الثالث، والأخرى تحمل اسمه الملكي. يؤكد هذان الخرطوشان حكم الفرعون في المملكة الحديثة لمصر العليا والسفلى خلال القرن الثاني عشر قبل الميلاد. تُعد هذه الخراطيش المصرية القديمة الوحيدة من نوعها التي عُثر عليها في الأردن. وبينما اكتُشف نقش رمسيس الثالث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمان، إلا أنه لم يُوثّق ويُعتمد رسميًا إلا مؤخرًا. وتُوّجت هذه العملية بزيارة زاهي حواس، عالم المصريات البارز الذي شغل سابقًا منصب وزير السياحة والآثار المصري. وقد قاد عملية نسب النقش عالمي الآثار الأردنيان علي المناصر وأحمد لاش، وأعلن عنه وزير السياحة والآثار الأردني رسميًا الأسبوع الماضي. وبحسب ما ذكره مناصر، فإن النقش مهم لأنه "يدعم الفكرة التاريخية القائلة بأن رمسيس الثالث وسع نفوذ مصر إلى ما وراء حدودها، وتحديداً عبر طرق التجارة عبر شبه الجزيرة العربية".

ADVERTISEMENT
صورة بواسطة Anonymous على wikipedia

يفتح اكتشاف الخرطوش آفاقًا بحثية جديدة

هذا الاكتشاف يُعدّ سابقةً لعلماء الآثار الأردنيين الذين يعملون جنبًا إلى جنب مع السلطات المصرية، مما يعزز التعاون بين البلدين في مجال البحث التاريخي والأثري. ووفقًا لبيان صادر عن وكالة الأنباء الأردنية في 19 أبريل، أعرب الباحثون عن سعادتهم بهذا الإنجاز الذي يُمثّل خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لماضي المنطقة. وأكدوا أن هذا النقش ليس مجرد أثر حجري، بل هو شاهد على تاريخ الأردن الغني، الذي لطالما كان ملتقىً لمختلف الحضارات عبر العصور. إن وجود هذا الخرطوش يُشير إلى دور الأردن المحوري في الترابط الثقافي والحضاري بين الشعوب القديمة. بالإضافة إلى ذلك، يرى الخبراء أن هذا الاكتشاف قد يفتح الباب أمام اكتشافات أخرى في المستقبل، حيث يدعو الباحثون الآن إلى متطوعين لإطلاق مهمة تنقيب في الموقع. فهم يعتقدون أن هناك فرصة كبيرة للعثور على بقايا أثرية وقطع قد تُضيف مزيدًا من التفاصيل إلى فهم الحقبة الزمنية التي ينتمي إليها الخرطوش. هذه الدعوة تُمثّل فرصة نادرة لمحبي علم الآثار والمؤرخين الطموحين للمساهمة في كشف المزيد من الأسرار المدفونة تحت الرمال.

toTop